قوله في دخول رجل من جيش معاوية علي ذمّيّة











قوله في دخول رجل من جيش معاوية علي ذمّيّة



قال عليّ عليه السلام بعد ما انقضت وقعة صفين واستولي معاوية علي البلاد، و أکثر القتل و الغارة في الأطراف: «و لقد بلغني أنّ الرّجل منهم[1] ، کان يدخل علي المرأة المسلمة و الاُخري المعاهدة[2] فينتزع حِجلها[3] و قُلُبَها[4] و قلائدها و رعاثها[5] ، ما تمتنع منه إلّا بالاسترجاع[6] و الاسترحام[7] ، ثمَّ أنصرفوا وافرين[8] ما نال رجلاً منهم کَلْمٌ[9] و لا اُريق لهم دمٌ، فلو أنّ امرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً، ما کان به ملوماً، بل کان به عندي جديراً».[10] .

[صفحه 396]

قال الشارح المعتزلي: هذه الخطبة من مشاهير خطبه عليه السلام، قد ذکرها کثير من النّاس، و رواها أبوالعباس المبرّد في أوّل (الکامل) و أسقط من هذه الرواية ألفاظاً و زاد فيها ألفاظاً، و قال في أوّلها:«إنّه انتهي إلي عليّ عليه السلام أنّ خيلاً وردت الأنبار لمعاوية، فقتلوا عاملاً له يقال له: حسّان بن حسّان، فخرج عليه السلام مغضباً يجرّ رداءه، حتّي أتي النخيلة،[11] و اتّبعه النّاس، فرقي رُباوَة[12] من الأرض، فحمد اللَّه و أثني عليه و صلّي علي نبيّه صلي الله عليه و آله ثمّ قال: أمّا بعد فإِنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة، فمن ترکه رغبة عنه، ألبسه اللَّه الذلّ، و سيم الخسف» الخطبة.[13] .



صفحه 396.





  1. الرجل منهم: أي من جيش معاوية.
  2. المعاهدة: الذمية.
  3. الحِجل بالکسر و بالفتح و بالکسرتين: الخلخال.
  4. القُلب بضمتين: جمع قلب، و بالضم و السکون: السوار المُصمت.
  5. الرعث بضم الراء و العين جمع رعاث، و رعاث جمع رعثة: و هو ضرب من الخرز.
  6. الاسترجاع: ترديد الصوت بالبکاء مع القول: إنّا للَّه و إنّا إليه راجعون.
  7. الاسترحام: أي تناشده الرحمة.
  8. وافرون: تامون علي کثرتهم لم ينقص عددهم.
  9. الکلم بالفتح: الجرح
  10. شرح نهج البلاغة الخطبة 27.
  11. النخيلة: اسم موضع خارج الکوفة.
  12. الرباوَة: اسم لکل ما ارتفع من الأرض.
  13. شرح ابن أبي الحديد، ج 2، ص 75.