وصف المعرکة
فقال لهم عتبة: تکلّموا، فإن کنتم أکفاءنا قاتلناکم. [صفحه 48] فقال حمزة: أنا حمزة بن عبد المطلّب أسد اللَّه و أسد رسوله، فقال عتبة: کفوٌ کريم. و قال أميرالمؤمنين عليه السلام: أنا عليّ بن أبي طالب بن عبدالمطلب. و قال عبيدة: أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلّب. فقال عتبة لابنه الوليد: قم يا وليد، فبرز إليه أميرالمؤمنين و کانا إذ ذاک أصغر الجماعة سنّاً، فاختلفا ضربتين، أخطأت ضربة الوليد أميرالمؤمنين عليه السلام، و اتّقي بيده اليسري ضربة أميرالمؤمنين فأبانتها، و قتل أميرالمؤمنين الوليد. ثمّ بارز عتبة حمزةرضي الله عنه فقتله حمزة، و مشي عبيدة- و کان أسنّ القوم- إلي شيبة، فاختلفا ضربتين، فأصاب ذباب سيف شيبة عضلة ساق عبيده فقطعها، و استنقذه أميرالمؤمنين و حمزة منه و قتلا شيبة، و حمل عبيدة من مکانه فمات بالصفراء. و بالجملة، قد عدّ المؤرخون أسماء )35( رجلاً من المشرکين، کلهم قتلهم أميرالمؤمنين عليه السلام في هذه المعرکة.[1] . [صفحه 49]
روي أصحاب التواريخ عن أبي رافع مولي رسول اللَّه و غيره، قالوا: لمّا أصبح النّاس يوم بدر اصطفّت قريش، أمامها عتبة بن ربيعة، و أخوة شيبة، و ابنه الوليد، فنادي عتبة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: يا محمّد، أخرج إلينا أکفاءنا من قريش، فبدر إليهم ثلاثة من شبّان الأنصار، فقال لهم عتبة: من أنتم؟ فانتسبوا له، فقال لهم: لا حاجة بنا إلي مبارزتکم، إنّما طلبنا بني عمّنا، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله للأنصار: «ارجعوا إلي مواقفکم» ثمّ قال: «قم يا عليّ، قم يا حمزة، قم يا عبيدة، قاتلوا علي حقّکم الّذي بعث اللَّه به نبيّکم. إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور اللَّه»، فقاموا فصفّوا للقوم، و کان عليهم البيض، فلم يعرفوا.
صفحه 48، 49.