سماحته و مداراته لهم لمّا واقفهم بالنهروان
[صفحه 393] اقتلهم و لا أري عليّاً فخرج إليه عليّ عليه السلام فضربه فقتله، فلمّا خالطه سيفه، قال: يا حبّذا الروحة إلي الجنّة، فقال عبداللَّه بن وهب: و اللَّه ما أدري إلي الجنّة، أم إلي النار؟! فقال رجل منهم من بني سعد: إنّما حضرتُ اغتراراً بهذا الرجل- يعني عبداللَّه- و أراه قد شکّ و اعتزل عن الحرب بجماعة من النّاس، و مال ألفٌ منهم إلي جهة أبي أيّوب الأنصاري، و کان علي ميمنة عليّ عليه السلام. فقال عليّ عليه السلام لأصحابه: «احملوا عليهم، فو اللَّه لا يُقتل منکم عشرة و لا يسلم منهم عشرة» فحمل عليهم فطحنهم طحناً، قُتل من أصحابه عليه السلام تسعة، و أفلت من الخوارج ثمانية.[2] . [صفحه 394]
روي ابن أبي الحديد عن أبي العبّاس محمّد بن يزيد المبرّد، في (الکامل)، قال: لمّا واقفهم عليّ عليه السلام بالنهروان، قال: «لا تبدؤهم بقتال حتّي يبدؤوکم» فحمل منهم رجل علي صفّ عليّ عليه السلام فقتل منهم ثلاثة، ثمّ قال:
و لو بدا أوجرته الخطِّيا[1] .
صفحه 393، 394.