رواية عمرو بن العاص في غلبته علي الماء











رواية عمرو بن العاص في غلبته علي الماء



عن ابن أبي الحديد، قال: قال عمرو بن العاص لمعاوية لمّا ملک أهل العراق الماء: ما ظنّک يا معاوية- بالقوم، إن منعوک اليوم الماء کما منعتهم أمس، أتراک تضاربهم عليه کما ضاربوک عليه؟ ما أغني عنک أن تکشف لهم السّوءة!.

فقال معاوية: دع عنک ما مضي، فما ظنّک بعليّ؟

قال: ظنّي أنّه لا يستحلّ منک ما استحللت منه، و إنّ الّذي جاء له غير الماء. قال:فقال معاوية قولاً أغضبه، فقال عمرو:


أمرتک أمراً فسخَّفته
و خالفني ابن أبي سرحه[1] .


و أغمضت في الرأي إغماضةً
و لم تَرَ في الحرب کالفسحه


فکيف رأيت کِباش العراقِ
ألم ينطحُوا جَمْعَنا نَطْحَه


فإن ينطحونا غداً مثلها
فکن کالزبيريّ أو طَلْحه


أظنُّ لها اليومَ ما بعدَها
و ميعاد ما بيننا صُبحَه


و إن أخّروها لِما بعدَها
فقد قدَّموا الخبطَ و النَّفحَه


و قد شرب القوم ماء الفرات
و قَلَّدک الأشتر الفَضحَه[2] .

[صفحه 388]



صفحه 388.





  1. يريد عبداللَّه بن سعد بن أبي سرح.
  2. شرح ابن أبي الحديد، ج 3، ص 330.