تجهيز عليّ عائشة من البصرة











تجهيز عليّ عائشة من البصرة



في (تاريخ الطبري) أيضاً عن محمّد و طلحة قالا: و جهّز عليّ عليه السلام عائشة بکلّ شي ء ينبغي لها من مرکب أو زاد أو متاع، و أخرج معها کلّ من نجا ممّن خرج معها إلّا من أحبّ المقام، و اختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات، و قال: تجهّز- يا محمّد[1] - فبلّغها، فلمّا کان اليوم الذي ترتحل فيه جاءها حتّي وقف لها و حضرت النّاس فخرجت علي النّاس و ودّعوها و ودّعتهم[2] .

و عن العلاّمة سبط ابن الجوزي في (التذکرة) قال: قال هشام بن محمّد: فجهّزها- أي عائشة- علي أحسن الجهاز، و دفع لها مالاً کثيراً، و بعث معها أخاها عبدالرحمن في ثلاثين رجلاً و عشرين امرأة من أشراف البصرة و ذوات الدّين من همدان و عبد القيس، و ألبسهنّ العمائم، و قلّدهنّ السيوّف بزيّ الرجال، و قال عليه السلام لهنّ: «لا تعلمنها إنکنّ نسوة، و تلثّمن و کنّ حولها، و لا يقربنّها رجل».

و سرن معها علي هذا الوصف، فلمّا وصلت إلي المدينة، قيل لها: کيف کان

[صفحه 387]

مسيرک؟ فقالت عائشة: بخير- و اللَّه- لقد أعطي فأکثر، و لکنّه بعث رجالاً معي أنکرتهم، فبلغ ذلک النسوّة، فجئن إليها و عرّفنها أنهنّ نسوة.[3] .



صفحه 387.





  1. المراد أخوها محمد بن أبي بکر.
  2. تاريخ الطبري، ج 3، ص 547.
  3. التذکرة للعلامة سبط ابن الجوزي، ص 80؛ و الإحقاق، ج 8، ص 657.