تجهيز عليّ عائشة من البصرة
و عن العلاّمة سبط ابن الجوزي في (التذکرة) قال: قال هشام بن محمّد: فجهّزها- أي عائشة- علي أحسن الجهاز، و دفع لها مالاً کثيراً، و بعث معها أخاها عبدالرحمن في ثلاثين رجلاً و عشرين امرأة من أشراف البصرة و ذوات الدّين من همدان و عبد القيس، و ألبسهنّ العمائم، و قلّدهنّ السيوّف بزيّ الرجال، و قال عليه السلام لهنّ: «لا تعلمنها إنکنّ نسوة، و تلثّمن و کنّ حولها، و لا يقربنّها رجل». و سرن معها علي هذا الوصف، فلمّا وصلت إلي المدينة، قيل لها: کيف کان [صفحه 387] مسيرک؟ فقالت عائشة: بخير- و اللَّه- لقد أعطي فأکثر، و لکنّه بعث رجالاً معي أنکرتهم، فبلغ ذلک النسوّة، فجئن إليها و عرّفنها أنهنّ نسوة.[3] .
في (تاريخ الطبري) أيضاً عن محمّد و طلحة قالا: و جهّز عليّ عليه السلام عائشة بکلّ شي ء ينبغي لها من مرکب أو زاد أو متاع، و أخرج معها کلّ من نجا ممّن خرج معها إلّا من أحبّ المقام، و اختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات، و قال: تجهّز- يا محمّد[1] - فبلّغها، فلمّا کان اليوم الذي ترتحل فيه جاءها حتّي وقف لها و حضرت النّاس فخرجت علي النّاس و ودّعوها و ودّعتهم[2] .
صفحه 387.