بدر الكبري











بدر الکبري



غزوة بدر الکبري و يقال لها: بدر العظمي، وقعت في السنة الثانية من الهجرة في شهر رمضان، في السابع عشر، و قيل: في التاسع عشر، و کان يوم الجمعة.

و هذه الغزوة هي أوّل غزوات الرسول صلي الله عليه و آله المهمّة، و بها تمهّدت قواعد الدين، و أعزّ اللَّه الإسلام، و أذلّ جبابرة قريش، و قتل فيها رؤساؤهم، و وقعت الهيبة للمسلمين في قلوب العرب و اليهود، و کما قال اللَّه تعالي: «و کفي اللَّه المؤمنين القتال»[1] بالنبيّ صلي الله عليه و آله و أميرالمؤمنين عليه السلام و شرکائه في نصرة الدين من خاصة آل الرسول و من أيّدهم به من الملائکة الکرام.

و قد أثبت أهل السير و التاريخ أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله أعطي علياً رايته يوم بدر.

1- روي الطبري بسنده عن ابن عباس، أنه قال: کان المهاجرون يوم بدر سبعة و سبعين رجلاً، و کان الأنصار مائتين و ستّة و ثلاثين رجلاً، و کان صاحب راية رسول اللَّه عليّ بن أبي طالب، و صاحب راية الأنصار سعد بن عبادة.[2] .

2- و قال ابن عبدالبر المالکي: و أجمعوا علي أنّ عليّاً عليه السلام صلّي القبلتين،

[صفحه 47]

و هاجر و شهد بدراً و الحديبية و سائر المشاهد، و أنّه أبلي ببدر و باُحد و بالخندق و بخيبر بلاءً عظيماً، و أنّه أغني في تلک المشاهد، و قام فيها المقام الکريم، و کان لواء رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بيده في مواطن کثيرة، و کان يوم بدر بيده.[3] .

3- و عنه أيضاً، عن ابن عباس، قال: دفع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله الراية يوم بدر إلي عليّ و هو ابن عشرين سنة.[4] .

4- و روي ابن عساکر الشافعي، عن ابن عبّاس، قال: إنّ راية المهاجرين کانت مع عليّ عليه السلام في المواقف کلّها يوم بدر و يوم اُحد و يوم خيبر و يوم الأحزاب و يوم فتح مکّة، و لم تزل معه في المواقف کلّها.[5] .



صفحه 47.





  1. الأحزاب، 25.
  2. تاريخ الطبري، ج 2، ص 138.
  3. الاستيعاب بهامش الاصابة، ج 3، ص 33.
  4. المصدر السابق.
  5. ترجمة الامام علي عليه السلام من تاريخ دمشق، ج 1، ص 142.