قول الجاحظ
[صفحه 382] کلّ بطش إلّا ما هو للَّه رضاً، و لا يري الرضا إلّا فيما يرضاه اللَّه و يحبّه، و لا يري الرضا إلّا فيما دلّ عليه الکتاب و السنّة دون ما يعوّل عليه أصحاب الدهاء و النکراء و المکائد و الآراء، إلي آخر کلامه.[2] .
نقل ابن أبي الحديد في شرحه عن الجاحظ أنّه قال: کان عليّ عليه السلام لا يستعمل في حربه إلّا ما وافق الکتاب و السنّة، و کان معاوية يستعمل خلاف الکتاب و السنّة کما يستعمل الکتاب و السنّة، و يستعمل جميع المکائد حلالها و حرامها، يسير في الحرب بسيرة ملک الهند إذا لاقي کسري، و خاقان اذا لاقي رتبيل،[1] و عليّ عليه السلام يقول: «لا تبدؤوهم بالقتال حتّي يبدؤوکم، و لا تتبعوا مدبراً، و لا تُجهزوا علي جريح، و لا تفتحوا باباً مغلقاً» هذه سيرته في ذي الکلاع، و في أبي الأعور السُلّمي، و في عمرو بن العاص، و حبيب بن مسلمة، و في جميع الرؤساء، کسيرته في الحاشية و الحشو و الأتباع و السفلة و أصحاب الحروب. إلي أن قال: فعليٌّ عليه السلام کان مُلجماً بالوَرع عن جميع القول إلّا ما هو للَّه عزّوجلّ رضاً، و ممنوع اليدين من
صفحه 382.