خاتمة
و قال عليه السلام: «في العدل الاقتداء بسنّة اللَّه و ثبات الدول».[2] . و قال عليه السلام: «في العدل الاحسان».[3] . [صفحه 368] و قال عليه السلام: «العدل حياة و الجور هلاک».[4] . لقد کان عليه السلام يسدّ جوعته بکسرة خبز يابسة و يأتدم الملح ليکون مستوي معيشته کأضعف الناس، فإنّه يقول: «إنّ اللَّه فرض علي أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفه الناس کيلا يَتَبَيَّغَ بالفقير فَقرُهُ».[5] . إنّ هذا السلوک لا يمکن أن يصدر من غير عليّ عليه السلام، فهو نتاج تربية الرّسول الأکرم صلي الله عليه و آله ، قد أشار عليه السلام إلي ذلک بأنّ الرّسول قد احتضنه طفلاً و ربّاه کما في خطبته عليه السلام القاصعة.[6] . نعم إنّ عدالة عليّ عليه السلام الّتي نشأت من العدل الالهي وسعيه لتطبيقها، قد أصبحت نموذجاً واضحاً لکلّ القادة و طلاّب العدالة علي مرّ القرون، و مصداقاً مُشرّفاً للانسان المسلم المتکامل الّذي يستطيع أن يکون قدوة في جميع المجالات و خاصّة في مجال الحکومة، و نري ذلک القدوة العظيمة يعرّف نفسه بقوله: «إنمّا مثلي بينکم مَثلُ السِّراج في الظُلمة يستضي ء به مَن ولجها، فاسمعوا- أيّها النّاس- و عوا، و أحضروا آذان قُلوبکم تَفهمُوا».[7] . و أخيراً اُشير إلي کلمة لجورج جُرادق يقول فيها: «ما ضرک أيّتها الأيام لو جمعت قواک و طاقاتک فأنجبت في کلّ زمان إنساناً کعليّ عليه السلام في عقله و روحه و نفسه، في کلامه و بيانه، و في قوّته و شجاعته».[8] . [صفحه 369]
إذا أردنا التعرّض نماذج لعدالته عليه السلام لا حتجنا إلي مجلّدات طوال، و إنّما نقول: إنّ العدالة کانت نصب عينه، و ملأت وجوده و کيانه، فقد کان الامام عليه السلام يري أنّه «في العدل صلاح البريّة».[1] .
صفحه 368، 369.