سوال معاوية لعقيل عن قصّة الحديدة المحماة











سوال معاوية لعقيل عن قصّة الحديدة المحماة



سأل معاوية عقيلاً عن قصّه الحديدة المحماة المذکورةُ. فقال: نعم أقويت [1] و أصابتني مخمصة شديدة، فسألته فلم تندَ صفاتُه، فجمعت صبياني و جئته بهم و البؤس و الضرّ ظاهران عليهم، فقال: «ائتني عشيّةً لأدفع إليک شيئاً» فجئته يقودني أحد ولدي، فأمره بالتنحّي، ثمّ قال: «ألا فدونک» فأهويت حريصاً قد غلبني الجشع أظنّها صرّة، فوضعتُ يدي علي حديدة تلتهب ناراً، فلمّا قبضتها نبذتها و خُرتُ کما يخور الثور تحت يد جازره، فقال لي: «ثکلتک اُمّک! هذا من حديدة أوقدت لها نار الدنيا، فکيف بک و بي غداً إن سُلکنا في سلاسل جهنّم!» ثمّ قرأ: «إذ الأغلالُ في أعناقِهم و السَّلاَسِلُ يُسحَبُونَ»[2] ثمّ قال: «ليس لک عندي فوق حقّک الذي فرضه اللَّه لک إلّا ما تري، فانصرف إلي أهلک» فجعل معاوية يتعجّب، و يقول: هيهات هيهات! عقمت النساء أن يلدن مثله![3] .

[صفحه 367]



صفحه 367.





  1. أي افتقرت.
  2. سوره غافر، 71.
  3. شرح ابن أبي الحديد، ج 11، ص 253.