قول الدكتور طه حسين المصري في ذلك











قول الدکتور طه حسين المصري في ذلک



قال الدکتور طه حسين: إنّ الفرق بين عليّ عليه السلام و معاوية في السيرة و السياسة کان عظيماً بعيد المدي، کان الفرق بين الرجلين عظيماً في السيرة و السياسة، فقد کان عليّ مؤمناً بالخلافة... يري أنّ من الحقِّ عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس، لا يؤثر منهم أحداً علي أحد، و يري أنّ من الحقِّ عليه أن يحفظ علي المسلمين مالهم لا ينفقه إلّا بحقِّه، فهو لا يستبيح لنفسه أن يصل الناس من بيت المال، بل هو لا يستبيح لنفسه أن يأخذ من بيت المال لنفسه و أهله إلّا ما يقيم الأود لا يزيد عليه.

فأمّا معاوية... لا يجد في ذلک بأساً و لا جناحاً، فکان الطّامعون يجدون عنده ما يريدون، و کان الزاهدون يجدون عند عليّ عليه السلام ما يحبّون.

[صفحه 350]

و ما رأيک في رجل جاء أخوه عقيل مسترفداً، فقال لابنه الحسن: «إذا خرج عطائي فسر مع عمّک إلي السوق فاشتر له ثوباً جديداً، و نعلين جديدتين» ثمَّ لم يزد ذلک شيئاً، و ما رأيک في رجل آخر- يعني معاوية- يأتيه عقيل هذا نفسه بعد أن لم يرض صلة أخيه فيعطيه من بيت المال مائة ألف؟.

و عليّ عليه السلام لا يداهن في الدين، و لم يکن يبغض شيئاً کما يبغض وضع درهم من بيت مال المسلمين في غير موضعه أو إنفاقه في غير حقّه، کما کان يبغض المکر و الکيد، و کل ما يتَّصل بسبب من أسباب الجاهلية الاُولي.[1] .



صفحه 350.





  1. علي و بنوه للدکتور طه حسين، ص 59.