منها: آية الابتلاء
وجه الاستدلال به: أنّ اللَّه تعالي قد بيّن صراحة أنّه لا يعهد بالإمامة إلي ظالم، و الظالم من ارتکب معصيةً في حياته مهما کان نوعها حتّي و لو تاب بعدها، فلن يکون العاصي إماماً، إذ الإمامة علي شرافتها و عظمتها لا ينالها إلّا من کان سعيد الذات بنفسه، أمّا من تلبّست ذاته بالظلم و الشقاء و الکفر و الشرک و لو لحظة من عمره، لا يصلح لهذا المقام الرفيع بمقتضي الآية، و ممّا يوضح دلالة الآية علي ذلک هو أنّ النّاس بحسب القسمة العقلية علي أربعة أقسام: 1- من کان ظالماً في جميع عمره. 2- من کان طاهراً و نقيّاً جميع فترات عمره. 3- من هو ظالم في أوّل عمره و تائبٌ في آخره. 4- و من هو بعکس الثالث. و قول إبراهيم عليه السلام: (و من ذرّيّتي) أجلّ شأناً من أن يسأل الإمامة للقسم الأوّل و الرابع من ذرّيّته، فبقي القسمان الآخران، و قد نفي اللَّه تعالي أحدهما، و هو الّذي يکون ظالماً في أوّل عمره و تائباً في آخره، فبقي القسم الثاني بمقتضي الآية، و هو الّذي کان نقيّ الصحيفة طيلة عمره، و لم يُرمنه أيّ انحراف عن جادّة الحقّ، و لم يعص اللَّه لحظة من عمره، وأميرالمؤمنين عليه السلام هو مصداق ذلک، فثبت أنّه الإمام [صفحه 342] المعصوم بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.
و قد استدل بقوله تعالي: «و إذِ ابْتَلي إبراهيمَ رَبُّه بِکَلِماتٍ فَأتَمَّهُنَّ قالَ إنّي جاعِلُک لِلنّاسِ إماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيّتي قالَ لا يَنالُ عَهدِي الظّالمِين».[1] .
صفحه 342.