انّه صاحب سائر الکمالات
[صفحه 338] من کلّ أحد من أهل زمانه، و يجب أن يکون أيضاً منزّهاً عن الرذائل الخُلقيّة و العيوب الخَلقيّة، کما أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله لابدّ أن يکون کذلک. و وجهه واضح لا يحتاج إلي دليل، و أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام صاحب جميع الکمالات و الفضائل، و المنزّه عن کلّ العيوب الخلقيّة و الرذائل الخُلقيّة. عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لو أنّ الغياض أقلام، 9و البحر مداد، و الجنّ حسّابٌ، و الإنس کُتّابٌ ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب».[1] . و اعترف بفضائله و مناقبه الموافق و المخالف، و المحبّ و المبغض، و نشير هنا إلي بعض کلماتهم: 1- في (أسني المطالب) للحافظ الجزري الشافعي، عن أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحدٍ من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب.[2] . 2- و في (الصواعق المحرقة) لأبن حجر الهيتمي الشافعي، عن إسماعيل القاضي و النسائي و أبي علي النيشابوري قالوا: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أکثر ممّا جاء في عليّ عليه السلام.[3] . 3- و في (تذکرة الخواص) لسبط ابن الجوزي الحنفي قال: و فضائل عليّ عليه السلام أشهر من الشمس و القمر، و أکثر من الحصي و المدر.[4] . 4- و في (شواهد التنزيل) للحاکم الحسکاني الحنفي، عن ابن عباس، قال: لقد کان لعليّ عليه السلام ثماني عشرة منقبة، لو کانت واحدة منها لرجل من هذه الاُمّة لنجا [صفحه 339] بها، و لقد کانت له اثتنا عشرة منقبة ما کانت لأحد من هذه الاُمّة.[5] . 5- و فيه أيضاً عن مجاهد: أنّ لعليّ عليه السلام سبعين منقبة، ما کانت لأحد من أصحاب النبيّ مثلها، و ما من شي ء من مناقبهم إلا و قد شرکهم فيها.[6] . 6- و فيه أيضاً عن عکرمة، عن ابن عبّاس قال: ما في القرآن آية «الَّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَالِحات» إلّا و علي أميرها و شريفها، و ما من أصحاب محمد صلي الله عليه و آله رجلٌ إلّا و قد عاتبه اللَّه، و ما ذکر عليّاً إلّا بخير، ثمّ قال عکرمة: إنّي لأعلم أنّ لعليّ منقبة لو حدثت بها لنفدت أقطار السموات و الأرض- أو قال- الأرض.[7] . 7- و في (المناقب) لموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي، عن عيسي بن عبداللَّه، عن أبيه، عن جدّه: قال: قال رجل لابن عباس: سبحان اللَّه! ما أکثر مناقب عليّ و فضائله، إنّي لأحسبها ثلاثة آلاف؟! فقال ابن عباس: أوَ لا تقول إنّها إلي ثلاثين ألفاً أقرب[8] . و لقد حاولنا في کتابنا هذا إلقاء بعض الضوء علي کمالات و فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، و مع کلّ الجهد المتواضع الّذي بذلناه في فصوله المختلفة، کإسلامه، و هجرته، و جهاده، و شجاعته، و زهده، و إنفاقه، و عبادته، و خلوصه، و خشوعه و غير ذلک، فهو لا يعدو کونه قطرة في بحر فضائله و مناقبه الزّاخر الفيّاض. و أنّي لنا إحصاء فضائله و کمالاته؟ و هو الّذي مع النّبي صلي الله عليه و آله من شجرة [صفحه 340] واحدة و باقي الخلائق من شجر شتّي،[9] بل إنّه من العسر الوصول إلي کُنه کمالاته و مناقبه، و إزاء هذه الصفات، أليس من الجدير و اللائق أن يکون الرّجل الّذي لا يماثله أحد و لا يناظره أحدٌ إماماً للمسلمين بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و خليفة له بلا فصل؟
يجب اتّصاف الإمام بجميع صفات الکمال، و يجب أن يکون أفضل و أکمل
صفحه 338، 339، 340.