انّه أفضل النّاس بعد رسول اللَّه











انّه أفضل النّاس بعد رسول اللَّه



يجب أن يکون الإِمام- المنصوب من قبل اللَّه تعالي- أفضل أهل زمانه لقبح تقديم المفضول علي الفاضل، أمّا عقلاً فواضح، و أمّا سمعاً لقوله سبحانه: « أفَمَنْ يَهدي إلَي الْحَقِّ أحَقُّ أن يُتّبع أمَّن لا يَهدّي إلّا أنْ يُهْدي فَمالَکُمْ کَيْفَ تَحْکُمُونَ »[1] و أمّا کون عليّ بن أبي طالب عليه السلام أفضل النّاس بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فيکفي شاهداً

[صفحه 336]

علي ذلک قوله تعالي في آية المباهلة:« وَ أنْفُسنا وَ أنْفُسکُم » إد جعل اللَّه سبحانه عليّاً نفس الرّسول في الآية، بناءً علي ما صرّح به أئمة التفسير و الرّوايات الصحاح المتواترة من أنّ المراد من (أنْفُسنا) هو عليّ بن أبي طالب، إذ دعاه يوم المباهلة دون غيره من الأصحاب، و من البيّن أنّه ليس المراد من النفسية حقيقة الإِتحاد لامتناعه عقلاً، بل المراد منها المساواة فيما يمکن المساواة فيه من الفضائل و الکمالات، لأنّه أقرب المعاني المجازيّة إلي المعني الحقيقي، فيحمل عليها عند تعذّر الحقيقة، علي قاعدة الاُصول، و لا ريب أنّ الرسول أفضل النّاس إتفاقاً، و مساوي الأفضل علي جميع النّاس أفضل عليهم قطعاً، و قد ذکرنا توضيح الحديث مع مسانيده في بحث (عليّ عليه السلام و آية المباهلة) فراجعه.



صفحه 336.





  1. يونس، 35.