و منها: حديث المنزلة
و قد بيّن اللَّه تعالي منزلة هارون من موسي في کثيرمن آيات القرآن الکريم، و أوضح أبعادها بما لا يقبل الجدل و التأويل، و من ذلک ما جاء في دعاء موسي عليه السلام في سورة طه، آية 32 -29، قوله تعالي: « و اجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اُشدد به أزري و أشرکه في أمري » و قوله تعالي في سورة الفرقان [صفحه 334] آية 35: «و لقد آتينا موسي الکتاب و جعلنا معه أخاه هارون وزيراً» و قال تعالي في سورة الأعراف آية 142: « و قال موسي لأخيه هارون اخلفني في قومي و أصلح... » فهارون وزير موسي و من أهله و أخوه و خليفته في قومه، و کذلک منزلة علي عليه السلام من خاتم النبيين إلّا النبوّة.
و هو قول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ بن أبي طالب عليه السلام في مواطن کثيرة تبلغ عشرة مواطن، منها حين خلّفه علي أهله في المدينة عند خروجه إلي تبوک، فأرجف به المنافقون، و قالوا: ما خلّفه إلّا استثقالاً له، و تخوّفاً منه، فلمّا قال ذلک المنافقون، أخذ عليّ بن أبي طالب عليه السلام سلاحه و خرج حتّي أتي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و هو نازل بالجرف[1] فقال ما قال المنافقون، فقال رسول اللَّه: «کذبوا و لکنّي خلّفتک لما ترکتُ ورائي، فارجع، فاخلفني في أهلي و أهلک، أفلاترضي- ياعليّ- أن تکون منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟». فرجع عليّ إلي المدينة، و مضي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي سفره.[2] .
صفحه 334.