منها: حديث الغدير
ثم لم يتفرّقوا حتّي نزل أمين وحي اللَّه بقوله: « أليومَ أکْمَلْتُ لَکُمْ دينَکُمْ وَ اتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتي » الآية.[1] فقال رسول اللَّه: «أللَّه أکبر علي إکمال الدّين، و إتمام النعمة و رضا الرّب برسالتي، و الولاية لعليّ من بعدي». ثمّ أخذ النّاس يهنئون عليّاً و يبايعونه، و ممّن هنّأه و بايعه في مقدّم الصحابة أبوبکر، ثمّ عمر، کلٌّ يقول: بَخٍ بَخٍ لک يابن أبي طالب، أصبحت مولاي و مولي کلّ مؤمن و مؤمنة. هذا مجمل الحديث في واقعة الغدير، و قد تقدم شرح الحديث مع الاستدلال به في ولاية عليّ بن أبي طالب و إمامته، فلاحظه و انظر شرح الحديث في کتب التاريخ و الحديث و کذا في کتابنا الفصول المائة.[2] . [صفحه 333]
إنّه لمّا نزل قوله تعالي: « يا أيُّها الرَّسولُ بَلِّغْ ما اُنْزِلَ إليکَ مِنْ رَبِّک فإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رسالتَه و اللَّه يَعْصِمُک مِن النّاس » حين رجوع النبيّ صلي الله عليه و آله و أصحابه عن حجّة الوداع، نزل بغدير خمّ وقت الظهيره و قال: «معاشر المسلمين ألستُ أولي بکم من أنفسکم؟» قالوا: بلي، فأخذ بضبع عليّ بن أبي طالب و رفعه حتّي نظر النّاس إلي بياض إبطه، و قال: «من کنتُ مولاه فعليّ مولاه، أللّهمّ والِ من والاه، و عادِ من عاداه، و انصر من نصره، و اخذُل من خذله» الحديث.
صفحه 333.