منها: حديث الغدير











منها: حديث الغدير



إنّه لمّا نزل قوله تعالي: « يا أيُّها الرَّسولُ بَلِّغْ ما اُنْزِلَ إليکَ مِنْ رَبِّک فإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رسالتَه و اللَّه يَعْصِمُک مِن النّاس » حين رجوع النبيّ صلي الله عليه و آله و أصحابه عن حجّة الوداع، نزل بغدير خمّ وقت الظهيره و قال: «معاشر المسلمين ألستُ أولي بکم من أنفسکم؟» قالوا: بلي، فأخذ بضبع عليّ بن أبي طالب و رفعه حتّي نظر النّاس إلي بياض إبطه، و قال: «من کنتُ مولاه فعليّ مولاه، أللّهمّ والِ من والاه، و عادِ من عاداه، و انصر من نصره، و اخذُل من خذله» الحديث.

ثم لم يتفرّقوا حتّي نزل أمين وحي اللَّه بقوله: « أليومَ أکْمَلْتُ لَکُمْ دينَکُمْ وَ اتْمَمْتُ عَلَيْکُمْ نِعْمَتي » الآية.[1] فقال رسول اللَّه: «أللَّه أکبر علي إکمال الدّين، و إتمام النعمة و رضا الرّب برسالتي، و الولاية لعليّ من بعدي».

ثمّ أخذ النّاس يهنئون عليّاً و يبايعونه، و ممّن هنّأه و بايعه في مقدّم الصحابة أبوبکر، ثمّ عمر، کلٌّ يقول: بَخٍ بَخٍ لک يابن أبي طالب، أصبحت مولاي و مولي کلّ مؤمن و مؤمنة.

هذا مجمل الحديث في واقعة الغدير، و قد تقدم شرح الحديث مع الاستدلال به في ولاية عليّ بن أبي طالب و إمامته، فلاحظه و انظر شرح الحديث في کتب التاريخ و الحديث و کذا في کتابنا الفصول المائة.[2] .

[صفحه 333]



صفحه 333.





  1. المائدة، 3.
  2. انظر في تفصيل خطبة الغدير: تاريخ الطبري، ج 2، ص 321؛ معالم التنزيل، ج 4، ص 279؛ الکامل في التاريخ، ج 2، ص 63؛ شرح ابن أبي الحديد، ج 13، ص 211؛ کنز العمال، ج 13، ص 131، ح 36419. و نصّ الحديث مخرج في سنن الترمذي، ج 5، ص 633، ح 3713؛ مسند أحمد، ج 1، ص 84 و 88 و 119 و 152، ج 4، ص 281 و 368 و 370 و 372؛ و ج 5، ص 358 و 347 و 366 و 419 و غيرها. المستدرک للحاکم، ج 3، ص 110 و 134 و 371 و 533؛ مصابيح السنة، ج 4، ص 172، ح 4767؛ سنن ابن ماجة، ج 1، ص 45، ح 12؛ تاريخ بغداد، ج 5، ص 474 و ج 7، ص 377، و ج 8، ص 290 و ج 12، ص 344 و ج14، ص 236 و غيرها من المصادر التي خرجته عن الثقات العدول بطرق صحيحة و أسانيد معتبرة تجاوزت حدّ التواتر.