منها: آية الولاية











منها: آية الولاية



قوله تعالي:« إنّما وَليُّکُمُ اللَّه وَ رَسُولُهُ و الذين آمَنُوا الَّذين يُقيمُونَ الصَّلاةَ و يُؤتُونَ الزَّکاةَ وَ هُمْ رَاکِعُون »[1] و هذه الآية باتّفاق أکثر المفسرين و باستناد

[صفحه 330]

الأخبار المأثورة عن نبيّ الإِسلام و أصحابه الکرام نزلت في شأن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام حيث سأله سائل و هو في الصّلاة حال رکوعه فتصدّق بخاتمه.[2] .

و إنّ دلالة الآية علي إمامة عليّ بن أبي طالب واضحه لأن لفظة (إنّما) للحصر بالنقل عن أهل اللغة و أئمّة التفسير.

و لفظ (الوليّ) يعني المتولّي في اُمور العباد و حقوقهم و المتصرف في اُمورهم بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ، لا سائر معانيه من الناصر و المالک و العبد و المعتِق و الصاحب، و غيرها من معاني المولي.

و المراد من الموصول (الّذين) في الآية بعض المؤمنين لا جميعهم، لأنّه لو کان جميع المؤمنين لزم أن يکون کلّ واحد وليّاً لنفسه و هو باطلٌ ، و أنّه وصفهم بوصف غير حاصل لکلّهم و هو إيتاء الزکاة حال الرکوع في الصّلاة، و المراد بذلک البعض هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام و من حذا حذوه- أعني الأئمّة المعصومين عليهم السلام- للنقل الصحيح و اتّفاق أکثر المفسّرين علي أنّه عليه السلام کان يُصلّي فسأله سائل، فأعطاه خاتمه وهوراکع، إذن فَعليّ بن أبي طالب عليه السلام کان أولي بالتّصرّف فينا بعد النبيّ صلي الله عليه و آله.[3] .

[صفحه 331]



صفحه 330، 331.





  1. المائدة، 55.
  2. انظر تفصيل ذلک في تفسير الرازي، ج 12، ص 26؛ أسباب النزول، ص 115؛ الدر المنثور، ج 3، ص 117؛ فتح القدير للشوکاني، ج 2، ص 60؛ تفسير المنار، ج 6، ص 463؛ شواهد التنزيل، ج 1، ص 193 -188؛ فرائد السمطين، ج 1، ص 190 -189؛ المناقب للخوارزمي، ص 186 تذکرة الخواص، ص 16 -15؛ کفاية الطالب، ص 229 -228؛ فضائل أحمد، ج 2، ص 1158:678.
  3. لمزيد من الاطلاع علي الروايات و الاستدلال، راجع الجزء الثاني من کتابنا الفصول المائة، فصل (عليّ عليه السلام و آية الولاية).