نعيه نفسه و إخباره عن شهادته
و من ذلک قوله عليه السلام: «و اللَّه لتخضبنّ هذه من هذا» و وضع يده علي رأسه و لحيته.[1] . و قوله عليه السلام: «ما يمنع أشقاها أن يخضبها من فوقها بدمٍ».[2] . و منها ما رواه أصحاب الآثار: أنّ الجَعْد بن بَعْجة- رجلاً من الخوارج- قال له عليه السلام: اتق اللَّه يا علي، فانک ميت. فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: «بل و اللَّه مقتول قتلاً، ضربةً علي هذا و تخضب هذه- و وضع يده علي رأسه و لحيته- عهد معهود، و قد خاب من افتري».[3] . [صفحه 315] و أيضاً رواه الثقات عنه عليه السلام أنه کان يفطر في شهر رمضان الذي ضُرِب فيه ليلة عند الحسن و ليلة عند الحسين، و ليلة عند ابن عباس، لا يزيد علي ثلاث لقم، فقال له الحسن- و قيل: الحسين- في ذلک، فقال: يا بُني، يأتي أمر اللَّه و أنا خميص، إنّما هي ليلة أو ليلتان، فأُصيب من الليل.[4] . و منها قوله عليه السلام في الليلة التي ضربه الشقي ابن ملجم في آخرها، و قد توَجَّه إلي المسجد، فصاح الإوزّ في وجهه، فطردهنّ الناس عنه، فقال: اترکوهنّ فانّهن نوائح، و خرج فأُصيب.[5] . [صفحه 316]
و نعيه نفسه و من ذلک ما تواترت به الروايات من نعيه عليه السلام نفسه قبل وفاته، و الخبر عن الحادث في قتله، و انه يخرج من الدنيا شهيداً بضربة في رأسه يخضب دمها لحيته، فکان الأمر في ذلک کما قال.
صفحه 315، 316.