کلمة في المعجزة و الکرامة
و في الإصطلاح: ثبوت ما ليس بمعتاد، أو نفي ما هو معتاد مع خرق العادة، و مطابقة الدعوي.[2] . و الکرامة في الاصطلاح: ما صدر عن الإنسان ما ليس بمعتاد، أو نفي ما هو معتاد مع خرق العادة بلا دعوي له. فالمعجزة و الکرامة في أمر خارق العادة مشترکة، إنّما التمايز بينهما في المطابقة للدعوي و عدمها. فاطلاق الإعجاز بحسب الإصطلاح فيما إذا وقع خارق العاده عقيب دعوي النبوّة بعنوان شاهد صدق لدعواه، و لذا اشتراط العلماء في إطلاق الإعجاز، التحدّي، و أمّا إذا لم يکن له دعوي أصلاً فإنّه کرامة، نحو ما يظهر من الأولياء و الصلحاء من دون دعوي النبوّة أو الإمامة. فعلي هذا التعريف، فما صدر من خوارق العادة عن أميرالمؤمنين عليه السلام و کذا [صفحه 306] سائر الأئمّة المعصومين عليهم السلام إن کان بداعي إثبات الإمامة فهو معجزة، و إلّا يطلق عليه الکرامة، و هما- أعني المعجزة و الکرامة- صدرتا عن الأئمّة عليهم السلام. و قد ادّعي مشهور علماء الإمامية و غيرهم في ظهور المعجزات علي يد المعصومين عليهم السلام، و لکن بعضهم يعتقد بأنّ المعجزة من مختصات النبيّ يأتي بالمعجزة کدليل حيّ يعضد قوله، و يؤيّد صدق دعواه بأنّه مرسل من قِبل اللَّه تعالي، کما أنّ المعجزة قد تقترن بالتّحدي و دعوة الآخرين إلي المواجهة و المعارضة. أمّا الکرامة، فانّها عبارة عن أعمال خارقة للعادة و إخبار عن المستقبل، و تصدر هذه الأقوال و الأفعال عن الإمام المعصوم غير أنّها لا تقترن بادّعاء الإمامة، کما أنّها لا تحدّي فيها، لأنّ الإمامة تثبت عن طريق آخر، و هو نصب النبيّ للإمام فلا حاجة هنا للمعجزة. [صفحه 307]
الإعجاز: أن يأتي الإنسان بشي ءٍ يُعجز خَصمه و يقصر دونه.[1] .
صفحه 306، 307.