في مفهومي التواضع و الكبر











في مفهومي التواضع و الکبر



التواضع ضدّ الکِبر، و الکِبر هو: الرکون إلي رؤية النفس فوق الغير، و بعبارة اُخري: هو عزّة و تعظيم يوجب رؤية النفس فوق الغير، و اعتقاد الإنسان المزية و الرجحان له علي غيره، و به ينفصل عن العُجب، إذ العُجب مجرّد استعظام النفس من دون اعتبار رؤيتها فوق الغير، فالعُجب سبب الکبر، و الکبر من نتائج العُجب.

و الکبر آفة عظيمة، و به هلک خواصّ النّاس فضلاً عن غيرهم من العوامّ، و هو الحجاب الأعظم المانع من الوصول إلي أخلاق المؤمنين، و أعظم التکبّر، التکبّر علي اللَّه تعالي بالامتناع من قبول الحقّ و الإذعان له بالعبادة. قال سبحانه:«اللَّه عَلَي کلِّ قلبِ مُتَکبّرٍ جبّارٍ»،[1] و قال تعالي: «فالَّذينَ لاَ يُؤمِنُونَ بالآخرةِ قُلوبُهُم مُنکِرةٌ وَ هُم مُستَکْبِرونَ».[2] .

و التواضع: هو إظهار الخشوع و الخضوع و الذلّ و الافتقار إلي اللَّه تعالي عند ملاحظة عظمته و عند تجدّد نعمه أو تذکّرها، و التنکر للنفس يمنع من أن يري

[صفحه 301]

لِذاتها مزيّة علي الغير، و تلزمه أفعال و أقوال موجبة لاستعظام الغير و إکرامه، و لا يظنّ أحدٌ أنّ التواضع يوجب الذِّلة، بل يوجب الرفعة و يزيد صاحبه کثرة في الأموال و الأولاد و الأعوان في الدّنيا و الآخرة.



صفحه 301.





  1. غافر، 35.
  2. النحل، 23.