في مفهومي البخل و السخاء
و في القرآن و السنّة ذمّ للبخل، لأنّه من ثمرات حبّ الدّنيا، و من خبائث الصفات و رذائل الأخلاق، قال اللَّه تعالي: « وَ لا يَحْسَبَنّ الّذينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتاهُم اللَّه مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَومَ القِيامةِ».[3] . و السخاء، وسط بين الإقتار و الإسراف، و بين البسط و القبض، و هو ضدّ [صفحه 295] البخل، و من ثمرة الزهد، کما أنّ البخل من ثمرة حبِّ الدّنيا، فينبغي لکلِّ سالکٍ لطريق الآخرة أن تکون له حالة القناعة إن لم يکن له مال، و لا ريب في أنّه من شرائف الصفات و معالي الأخلاق، و هو من أشرف أوصاف النبيّين و المرسلين، و ورد في مدحه و بيان فضله الکثير من الأخبار: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «السخاء شجرة في الجنّة، فمن کان سخيّاً أخذ بغصنٍ منها فلم يترکه الغُصنُ حتّي يدخله الجنّة».[4] .
البخل هو الإمساک فيما ينبغي البذل، کما أنّ الإسراف هو البذل فيما ينبغي الإمساک، و کلاهما مذمومان، و المحمود هو الوسط، و هو الجود و السخاء، إذ لم يؤمر المسلم إلّا بالسخاء کما خاطب القرآن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «وَ لاَ تَجْعَل يَدَک مَغْلُولَةً إلي عُنُقِک وَ لاَ تَبْسطْهَا کُلّ البَسْطِ».[1] و قوله تعالي: «وَ الّذِينَ إذَا أنْفَقُوا لَم يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْترُوا وَ کانَ بَيْنَ ذَلکَ قَواماً».[2] .
صفحه 295.