صبره علي شدّة العيش











صبره علي شدّة العيش



1- روي المحبّ الطبري عن أسماء بنت عميس، عن فاطمة بنت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أتاها يوماً فقال: أين ابناي - يعني حسناً و حسيناً -؟ قالت: أصبحنا و ليس في بيتنا شي ء يذوقه ذائق، فقال عليّ عليه السلام: أذهب بهما،فإنّي أتخوّف أن يبکيا عليک و ليس عندک شي ء، فذهب بهما إلي فلان اليهودي، فوجّه إليه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فوجدهما يلعبان في مشربة[1] بين أيديهم فضل

[صفحه 290]

من تمر، فقال صلي الله عليه و آله: يا عليّ، ألا تقلب[2] ابنيّ قبل أن يشتدّ الحرّ عليهما.

قال: فقال عليّ عليه السلام: أصبحنا و ليس في بيتنا شي ء، فلو جلست- يارسول اللَّه- حتّي أجمع لفاطمة تمرات، فجلس رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و عليّ عليه السلام ينزع لليهودي کلّ دلو بتمرة حتّي اجتمع له شي ء من تمر فجعله في حجزته، ثمّ أقبل فحمل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أحدهما، و حمل عليّ عليه السلام الآخر».[3] .

2- روي محبّ الدّين الطبري، عن سهل بن سعد: أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام دخل علي فاطمة و حسن و حسين يبکيان، فقال: «ما يبکيهما؟». قالت: «الجوع» فخرج عليّ عليه السلام فوجد ديناراً في السوق، فجاء إلي فاطمة فأخبرها، فقالت:«إذهب إلي فلان اليهوديّ، فخُذ لنا به دقيقاً» فجاء إلي اليهوديّ فاشتري به دقيقاً. فقال اليهودي: أنت ختن[4] هذا الّذي يزعم أنّه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ؟ قال: «نعم» قال: «فخذ دينارک، و خذ الدقيق».

فخرج عليّ عليه السلام حتّي جاء فاطمة فأخبرها، فقالت: «إذهب إلي فلان الجزّار، فخذ لنا بدرهم لحماً» فذهب فرهن الدينار بدرهم في لحم فجاء به، فعجنت و خبزت و طبخت، و أرسلت إلي أبيها صلي الله عليه و آله فجاءهم، و قالت: «يا رسول اللَّه، أذکر لک، فإن رأيته حلالاً أکلنا و أکلت، من شأنه کذا و کذا». فقال صلي الله عليه و آله: «کلوا باسم اللَّه» فأکلوا فبينما هم بمکانهم، و إذا بغلام ينشد اللَّه و الإسلام الدينار، فأمر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عليّاً: «يا عليّ، اذهب إلي الجزّار فقل له: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول لک: ارسل إليّ بالدّينار، و درهمک عليَّ» فأرسل به فدفعه إليه.[5] .

[صفحه 291]



صفحه 290، 291.





  1. أي غرفة.
  2. أي ترجعهما.
  3. ذخائر العقبي، 49و104.
  4. الختن: الصهر.
  5. ذخائر العقبي، ص 105.