ليس الزهد عند عليّ ترک الدنيا طُرّاً
و إلي هذا المعني يرجع قول أمير المؤمنين عليه السلام: «الزهد کلّه بين کلمتين من القرآن، قال اللَّه سبحانه: «لکيلا تأسَوا عَلَي ما فَاتَکُم وَ لا تَفْرحُوا بِمِا آتاکُم» فمن لم يأس علي الماضي، و لم يفرح بالآتي، فقد استکمل الزهد بطرفيه».[2] . و لو رأي أميرالمؤمنين عليه السلام بعض أصحابه يترک الدّنيا و يلبس العباء و يترک المُلاَء يذمّه و يرشده إلي حقيقة الحال، کما نري ذلک في قصّة عاصم بن زياد و أخيه الربيع، و التي سنشير إليها فيما يلي:
بعض العوامّ لا يعرف حقيقة الزهد في الإسلام، فيظنّ أنّ الزهد ترک الدّنيا بالمرّة، و اختيار العزلة و الانزواء دائماً، و هذا أمرٌ لا يقرّه الإسلام، بل الزهد في درجة عالية من تهذيب النّفس و قصر الأمل، قال النبيّ صلي الله عليه و آله «ليس الزهد في الدنيا لبس الخشن، و أکل الجشب، و لکن الزهد في الدنيا قصر الأمل».[1] .