امّه فاطمة بنت أسد
قال ابن الجوزي الحنفي: أنّ فاطمة أسلمت و هاجرت إلي المدينة، و توفّيت بها سنة أربع من الهجرة، و شهد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله جنازتها، و صلّي عليها و دعا لها، و دفع لها قميصه فألبسها إيّاه عند تکفينها.[2] . و عنه أيضاً عن ابن عبّاس قال: و فيها نزلت «يَأيّهَا النَّبيُّ إذا جَاءَکَ المُؤمِنَاتُ يُبَايعنَکَ»[3] الآية، قال: و هي أوّل امرأة هاجرت من مکّة إلي المدينة ماشيةً حافيةً، و هي أوّل امرأة بايعت محمّداً رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بمکّة بعد خديجة.[4] . قال ابن الصبّاغ المالکي: أُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، تجتمع [صفحه 34] هي و أبوطالب في هاشم، أسلمت و هاجرت مع النبيّ صلي الله عليه و آله، و کانت من السابقات إلي الإيمان بمنزلة الاُمّ من النبيّ صلي الله عليه و آله، فلمّا ماتت کفّنها النبيّ صلي الله عليه و آله بقميصه، و أمر اُسامة بن زيد و أبا أيّوب الأنصاري و عمر بن الخطّاب و غلاماً أسود فحفروا قبرها، فلمّا بلغوا لحدها حفره رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بيديه و أخرج ترابه، فلمّا اضطجع فيه، قال: «اللَّه الّذي يحيي و يميت و هو حيٌّ لا يموت، اللّهمَّ اغفر لاُمّي فاطمة بنت أسد و لقّنها حجّتها، و وسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّک محمّد و الأنبياء الّذين من قبلي، فإنّک أرحم الراحمين». فقيل: يا رسول اللَّه، رأيناک وضعت شيئاً لم تکن وضعته[5] بأحد قبلها؟ فقال: «ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنّة، و اضطجعت في قبرها ليخفّف عنها من ضغطة القبر، إنّها کانت من أحسن خلق اللَّه صنعاً إليَّ بعد أبي طالب».[6] . [صفحه 35]
قال ابن عبدالبر المالکي: و اُم علي بن أبي طالب، فاطمة بنت أسد بن هاشم ابن عبد مناف، و هي أول هاشمية ولدت لهاشمي. توفّيت مسلمة قبل الهجرة، و قيل: إنها هاجرت.[1] .
صفحه 34، 35.