في مفهوم الزهد











في مفهوم الزهد



لا يخفي أنّ الزهد ممدوح، لأنّه أحد منازل الدّين، و أعلي مقامات السالکين.

الزّهد ضدّ الدّنيا و الرّغبة فيها، و الزاهد لا يريد الدّنيا بقلبه، و يترکها بجوارحه إلّا بقدر ضرورة بدنه، و إنّما يعرف زهد الزاهد فيها إذا کانت في يده و يزهد فيها، وأعلا مراتب الزهد أن يرغب عن الدّنيا عدولاً إلي الآخرة، أو عن غير اللَّه عدولاً إلي اللَّه تعالي، فمن رغب عن کلّ ما سوي اللَّه حتّي الفردوس و لم يحبّ إلّا اللَّه تعالي فهو الزاهد المطلق.

نعم، من رغب عن حُظوظ الدُّنيا خوفاً من النّار أو طمعاً في نعيم الجنّة من الحور و الفواکه و الأنهار و سائر نعم اللَّه في الجنّة، فهو أيضاً زاهدٌ، و لکنّه دون الأوّل، أمّا من ترک بعض حُظوظ الدّنيا دون بعض، کالّذي يترک المال دون الجاه، أو يترک التوسّع في المعاش دون التّجمل في الزينة، لا يستحق أن يُسمّي زاهداً.

[صفحه 274]



صفحه 274.