و منها أنّه غسّله اميرالمؤمنين بأمر النبي
و عنه أيضاً: عن عليّ عليه السلام: لمّا أخبرتُ النبي صلي الله عليه و آله بموت أبي طالب بکي و قال: اذهب فغسّله و کفّنه و واره، غفر اللَّه له و رحمه.[2] . [صفحه 32] و لا ريب أنّه لا يجوز للمسلم أن يتولّي غسل الکافر، و لا يجوز للنبي صلي الله عليه و آله أن يأمر بغسل کافر، و لا أن يرقّ لکافر، و إنما کان ذلک دليلاً علي أن أباطالب مات مسلماً رحمه اللَّه و أسکنه فسيح جنانه. و خلاصة القول في عدم إظهار أبي طالب لايمانه و المجاهرة به، أنّه لو أظهر أيمانه لم يتهيّأ له من نُصرة النبي صلي الله عليه و آله ماتهيّأ له، و کان کواحدٍ من المسلمين الّذين اتّبعوه، و لم يتمکّن من أداء دوره في نصرته و القيام دونه حينئذٍ، و إنّما تمکّن أبوطالب من المحاماة عنه بالثبات في الظاهر علي دين قريش و إن أبطن الإسلام، فکان مثله کمثل مؤمن آل فرعون يکتم إيمانه، رضي اللَّه عنه و أرضاه. [صفحه 33]
روي الحلبي عن البيهقي: أنّ علياً عليه السلام غسّل أبا طالب بأمر النبي صلي الله عليه و آله له بذلک.[1] .
صفحه 32، 33.