جملة من الأخبار الواردة في شجاعته
2- و کان النبي صلي الله عليه و آله يهدّد الکفار بشجاعة عليّ عليه السلام، و من ذلک ما قاله صلي الله عليه و آله لوفد ثقيف حين جاء: «لتسلمنّ أو لأبعثنّ رجلاً منّي- أو قال: مثل نفسي- فليضربنّ أعناقکم، و ليسبينّ ذراريکم، و ليأخذنّ أموالکم». [صفحه 260] قال عمر: فواللَّه ما تمنّيت الإمارة إلّا يومئذ، و جعلت أنصب صدري له، رجاء أن يقول: هو هذا، فالتفت إلي علي عليه السلام فأخذ بيده، ثمّ قال: «هو هذا، هو هذا».[2] . 3- و روي ابن الأثير عن ربعي بن خراش، عن علي عليه السلام قال: «لمّا کان يوم الحديبية، خرج إلينا ناس من المشرکين فيهم سهيل بن عمرو و اُناس من رؤساء المشرکين. فقالوا: خرج إليک ناس من أبنائنا وإخواننا و أرقّائنا، و ليس بهم فقه في الدين، و إنّما خرجوا فراراً من أموالنا و ضياعنا، فارددهم إلينا. فقال النبي صلي الله عليه و آله: يا معشر قريش، لتنتهنّ أو ليبعثنَّ اللَّه عليکم من يضرب رقابکم بالسيف علي الدين، قد امتحن قلبه علي الايمان. قالوا: من هو يا رسول اللَّه؟ فقال أبوبکر: من هو يا رسول اللَّه؟ و قال عمر: من هو يا رسول اللَّه؟ قال: خاصف النعل، و کان قد أعطي علياً عليه السلام نعلاً يخصفها». قال: ثمّ التفت إلينا عليّ عليه السلام فقال: «إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال: من کذب عليَّ متعمدّاً فليتبوّأ مقعده من النار».[3] . 4- و أخرج محبّ الدين الطبري، عن صعصعة بن صوحان، قال: خرج يوم صفّين رجلٌ من أصحاب معاوية، يقال له کريز بن الصبّاح الحميري، فوقف بين الصفّين، و قال: من يبارز؟ فخرج إليه رجل من أصحاب عليّ عليه السلام فقتله، فوقف عليه ثمّ قال: من يبارز؟ فخرج إليه آخر فقتله و ألقاه علي الأول، ثمّ قال: من يبارز؟ فخرج إليه الثالث فقتله و ألقاه علي الآخرين، و قال: من يبارز؟ فأحجم الناس عنه، و أحبّ من کان في الصفّ الأوّل أن يکون في الآخر. [صفحه 261] فخرج عليّ عليه السلام علي بغلة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله البيضاء، فشقّ الصفوف، فلمّا انفصل منها، نزل عن البغلة، و سعي إليه فقتله، و قال: من يبارز؟ فخرج إليه رجل فقتله و وضعه علي الأول، ثمّ قال: من يبارز؟ فخرج إليه رجل فقتله و وضعه علي الآخرين، ثم قال: من يبارز؟ فخرج إليه رجل فقتله و وضعه علي الثلاثة، ثمّ قال: يا أيها الناس، إنّ اللَّه عزّوجلّ يقول: «الشَّهرُ الحَحرامُ بالشَّهْرِ الحَرام و الحُرُماتُ قِصَاصٌ»[4] و لو لم تبدأوا بهذا لما بدأنا؛ ثمّ رجع إلي مکانه.[5] . [صفحه 262]
1- روي ابن عساکر بالاسناد عن هبيرة بن يريم، قال: خطبنا الحسن بن علي بعد وفاة أبيه، فقال: أيها الناس قد فارقکم اليوم رجلٌ لم يسبقه الأولون، و لن يدرکه الآخرون، إن کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ليبعثه المبعث، فما يرجع حتّي يفتح اللَّه عليه، و جبرئيل عن يمينه، و ميکائيل عن يساره....[1] .
صفحه 260، 261، 262.