بشارة النبيّ إياه بالشهادة
2- و روي ابن عساکر الشافعي، بسنده عن عبداللَّه بن سبع أيضاً، قال: خطبنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: «و الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة، لتخضبنّ هذه من هذه» يعني لحيته من دم رأسه.[2] . 3- و عنه أيضاً: و عن الجويني، بسندهما عن زيد بن أسلم: أنّ أبا سنان [صفحه 251] الدؤلي حدّثه أنّه عاد عليّاً عليه السلام في شکويً اشتکاها، قال: فقلت له: لقد تخوّفنا عليک- يا أميرالمؤمنين- في شکواک هذه. فقال: «لکنّي- و اللَّه- ما تخوّفت علي نفسي منها، لأنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله الصادق المصدوق يقول: «إنّک ستضرب ضربةً هاهنا- و أشار إلي صدغه- فيسيل دمها حتّي تخضب لحيتک، و يکون صاحبها أشقاها، کما کان عاقر الناقة أشقي ثمود».[3] . 4- و عنه أيضاً: عن زيد بن وهب، قال: قدم عليّ عليه السلام علي قوم من أهل البصرة من الخوارج فيهم رجل يقال له: الجعد بن بعجة، فقال له: اتق اللَّه- يا عليّ- فإنّک ميّت. فقال عليّ عليه السلام: «بل مقتول ضربة علي هذا يخضب هذه- يعني لحيته من رأسه-عهد معهود، و قضاء مقضيّ، و قد خاب من افتري».[4] . 5- و عنه أيضاً: عن أبي الطفيل، قال: إنّ عليّاً عليه السلام لمّا جمع النّاس للبيعة، جاء عبدالرّحمن بن ملجم فردّه مرّتين، ثمّ قال عليّ عليه السلام: «ما يحبس أشقاها، فواللَّه لتخضبنّ هذه من هذا» ثمّ تَمثّل: أشدد حيازيمک للموت و لا تجزع من القتل 6- و فيه أيضاً: عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري- و کان أبوفضالة من أهل بدر- قال: خرجت مع أبي عائداً لعليّ عليه السلام من مرض[6] أصابه ثقل منه، قال: [صفحه 252] فقال له أبي: ما يقيمک بمنزلک هذا؟ لو أصابک أجلک لم يلک إلّا أعراب جهينة، تَحَمّل إلي المدينة، فإن أصابک أجلک وليک أصحابک، و صلّوا عليک. فقال عليّ: «إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عهد إليَّ أن لا أموت حتّي اُؤمّر، ثمّ يخضب هذه- يعني لحيته- من دم هذه- يعني هامته» فقتل عليّ عليه السلام، و قتل أبوفضالة مع عليّ يوم صفين.[7] . 7- و عنه أيضاً: عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، قال: سمعت عليّاً عليه السلام يقول: «أتاني عبداللَّه بن سلام و قد أدخلت رجلي في الغرز[8] ، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: العراق. فقال: أما إنّک إن جئتها ليصيبک بها ذُباب السيف[9] ثمّ قال: و ايم اللَّه لقد سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله مثله يقوله». قال أبوحرب: فسمعت أبي يقول: فتعجّبت منه و قلت: رجل محارب يحدّث بهذا عن نفسه؟![10] . 8- و عنه أيضاً بسنده عن معاوية، عن جوين الحضرمي، قال: عُرِض علي عليّ عليه السلام الخيل، فمرّ عليه ابن ملجم، فسأله عن اسمه- أو قال: عن نسبه- فانتهي إلي غير أبيه، فقال له: «کذبت» حتّي انتسب إلي أبيه، فقال: «صدقت، أما إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حدّثني أنّ قاتلي شبه اليهود! هو يهوديّ فامضه».[11] 9- و عنه أيضاً: عن أنس بن مالک، قال: مرض عليّ بن أبي طالب عليه السلام فدخل عليه النبيّ صلي الله عليه و آله، فتحوّلت عن مجلسي، فجلس النبيّ صلي الله عليه و آله حيث کنت جالساً، [صفحه 253] و ذکر کلاماً، فقال صلي الله عليه و آله: «إنّ هذا لا يموت حتّي يُملأغيظاً، و لن يموت إلّا مقتولاً».ز[12] . 10- و عنه أيضاً: عن أبي رافع: أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال لعليّ عليه السلام: «أنت تقتل علي سنّتي».[13] . 11- و عنه أيضاً: عن عثمان بن صهيب، عن أبيه: أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: «من أشقي الأوّلين؟». قال: «عاقر الناقة». قال: «فمن أشقي الآخرين؟». قال: «لا أدري». قال: «الّذي يضربک علي هذا» و أشار إلي رأسه.[14] . 12- و عنه أيضاً: عن عمّار بن ياسر، و عليّ عليه السلام- في حديث- أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال لهما: «ألا أُخبرکما بأشقي الناس رجلين؟». قلنا: بلي يا رسول اللَّه. فقال: «أُحمير ثمود الّذي عقر الناقة، و الّذي يضربک- يا عليّ- علي هذا، فوضع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يده علي رأسه، حتّي يبلّ منها هذه، و وضع يده علي لحيته».[15] . 13- و فيه أيضاً: عن عائشة، قالت: رأيت النبيّ صلي الله عليه و آله التزم عليّاً عليه السلام و قبّله و هو يقول: «بأبي الوحيد الشهيد، بأبي الوحيد الشهيد».[16] . [صفحه 254]
1- روي ابن المغازلي الشافعي، بسنده عن عبداللَّه بن داود، عن الأعمش، عن سلمة بن کهيل، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبداللَّه بن سبع، قال: سمعت عليّاً عليه السلام علي المنبر، و هو يقول: «ما ينتظر أشقاها، عهد إليَّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لتخضبنّ هذه من هذه»- و أشار ابن داود إلي لحيته و رأسه- فقال: يا أميرالمؤمنين، من هو حتّي نبتدره؟ قال: «أنشد اللَّه عزّوجلّ رجلاً قتل بي غير قاتلي».[1] .
فإنّ الموت لاقيک
إذا حلّ بواديک[5] .
صفحه 251، 252، 253، 254.