فضائله ليلة المعراج











فضائله ليلة المعراج



فيما يلي نورد بعض ما روي في هذا الباب من الأخبار و الروايات:

1- عن أنس بن مالک، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «مررت ليلة اُسري بي إلي السماء الرابعة، فإذا أنا بملک جالس علي منبر من نور، و الملائکة تحدق به فقلت: يا جبرئيل، من هذا الملک؟

فقال: ادنُ منه فسلّم عليه، فدنوت منه و سلّمت عليه، فإذا أنا بأخي و ابن عمّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

فقلت: يا جبرئيل، سبقني عليّ بن أبي طالب إلي السماء الرابعة؟

فقال: لا، يا محمّد، و لکنّ الملائکة شکت حبّها لعليّ، فخلق اللَّه هذا الملک من نور عليّ و صورة عليّ، فالملائکة تزوره في کلّ ليلة جمعة و يوم جمعة سبعين

[صفحه 226]

مرّة، يسبّحون و يقدّسون اللَّه، و يهدون ثوابه لمحبّي عليّ عليه السلام».[1] .

2- و عن عبداللَّه بن حکيم الجهني، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «إن اللَّه أوصي إليّ في علي ثلاثة أشياء ليلة اُسري بي: أنّه سيد المؤمنين، و إمام المتّقين، و قائد الغرّ المحجّلين».[2] .

3- و عن أبي الحمراء، خادم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، قال: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «لمّا اُسري بي رأيت في ساق العرش مکتوباً: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، صفوتي من خلقي أيّدته بعليّ و نصرته به».[3] 4- و عن أبي الحمراء أيضاً، قال: قال النبيّ صلي الله عليه و آله: «ليلة اُسري بي رأيت علي ساق العرش الأيمن مکتوباً: أنا اللَّه وحدي، لا إله غيري، غرست جنّة عدن بيدي؛ لمحمّد صفوتي، أيّدته بعليّ».[4] .

5- و عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لما عرج بي إلي السماء، رأيت علي باب الجنة مکتوباً: لا إله إلّا اللَّه، محمد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ، عليّ حبيب اللَّه، الحسن والحسين صفوة اللَّه، فاطمة أمة اللَّه، علي مبغضهم لعنة اللَّه».[5] .

6- و عن عبداللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لمّا اُسري بي إلي السماء أمر بعرض الجنّة و النار عليَّ فرأيتهما جميعاً، رأيت الجنّة و ألوان نعيمها، و رأيت النّار و ألوان عذابها، فلمّا رجعت قال لي جبرئيل عليه السلام: هل قرأت

[صفحه 227]

يا رسول اللَّه، ما کان مکتوباً علي أبواب الجنّة، و ما کان مکتوباً علي أبواب النّار؟ فقلت: لا، يا جبرئيل.

قال: إنّ للجنّة ثمانية أبواب، علي کلّ باب منها أربع کلمات، کلّ کلمة منها خير من الدنيا و ما فيها لمن تعلّمها و استعملها، و إنّ للنّار سبعة أبواب، علي کلّ باب منها ثلاث کلمات، کلّ کلمة منها خير من الدنيا و ما فيها لمن تعلّمها و استعملها.

فقلت: يا جبرئيل ارجع معي لأقرأها، فرجع معي جبرئيل عليه السلام، فبدأ بأبواب الجنّة، فإذا علي الباب الأوّل منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، لکلّ شي ء حيلة، و حيلة طيب العيش في الدنيا أربع خصال: القناعة، و نبذ الحقد، و ترک الحسد، و مجالسة أهل الخير.

و علي الباب الثاني مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، لکلّ شي ء حيلة، و حيلة السرور في الآخرة أربع خصال: مسح رأس اليتامي، والتعطّف علي الأرامل، و السعي في حوائج المسلمين، و تفقّد الفقراءِ و المساکين.

و علي الباب الثالث منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، لکلّ شي ء حيلة، و حيلة الصّحة في الدنيا أربع خصال: قلّة الکلام، و قلّة المنام، و قلّة المشي، و قلّة الطعام.

و علي الباب الرابع منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، من کان يؤمن باللَّه و اليوم الآخر فليکرم جاره، من کان يؤمن باللَّه و اليوم الآخر فليکرم ضيفه، من کان يؤمن باللَّه و اليوم الآخر فليبرّ و الديه، و من کان يؤمن باللَّه و اليوم الآخر فليقل خيراً أو يسکت.

و علي الباب الخامس منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، من أراد أن لا يُذَلّ فلا يُذِلّ، و من أراد أن لا يُشتم فلا يَشتم، و من أراد

[صفحه 228]

أن لا يُظلم فلا يظلم، و من أراد أن يستمسک بالعروة الوثقي فَليَستمسک بقول «لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه».

و علي الباب السادس منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، من أحبّ أن يکون قبره واسعاً فسيحاً فلينقّ المساجد، من أحبّ أن لا تأکله الديدان تحت الأرض فليکنس المساجد، من أحبّ أنّ لا يظلم لَحده فلينوّر المساجد، و من أراد أن يبقي طريّاً تحت الأرض فلا يبلي جسده، فلينشر بسط المساجد.

و علي الباب السابع منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، بياض القلب في أربع خصال: في عيادة المريض، و اتباع الجنائز، و شراء أکفان الموتي، و دفع القرض.

و علي الباب الثامن منها مکتوب: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ وليّ اللَّه، من أراد الدخول في هذه الأبواب الثمانية فليتمسّک بأربع خصال: بالصدق، و السخاء، و حسن الأخلاق، و کفّ الأذي عن عباد اللَّه عزّوجلّ.

ثمّ جئنا إلي أبواب جهنم، فإذا علي الباب الأوّل منها، مکتوب ثلاث کلمات: لعن اللَّه الکذّابين، لعن اللَّه الباخلين، لعن اللَّه الظالمين.

و علي الباب الثاني منها مکتوب ثلاث کلمات: من رجا اللَّه سعد، و من خاف اللَّه أمِنَ، و الهالک من رجا سوي اللَّه و خاف غيره.

و علي الباب الثالث منها مکتوب: من أراد أن لا يکون عرياناً في القيامة فليکس الجلود العارية، و من أراد أن لا يکون عطشاناً في القيامة فليسقِ العطشان في الدنيا.

و علي الباب الرابع منها مکتوب ثلاث کلمات: أذلّ اللَّه من أهان الإسلام، أذلّ اللَّه من أهان أهل بيت نبيّ اللَّه، أذلّ اللَّه من أعان الظالمين علي ظلم المخلوقين.

[صفحه 229]

و علي الباب الخامس منها مکتوب ثلاث کلمات: لا تتبع الهوي، فإنّ الهوي يجانب الإيمان، و لا تکثر منطقک فيما لا يعنيک فتسقط عن عين ربّک، و لا تکن عوناً للظالمين، فإنّ الجنة لم تُخْلَق للظالمين.

و علي الباب السادس منها مکتوب ثلاث کلمات: أنا حرام علي المجتهدين، أنا حرام علي المتصدّقين، أنا حرام علي الصائمين.

و علي الباب السابع منها مکتوب ثلاث کلمات: حاسبوا أنفسکم قبل أن تحاسبوا، و وَبِّخُوا أنفسکم قبل أن تُوبَّخُوا، و ادعوا اللَّه قبل أن تَرِدوا عليه و لا تقدرون علي ذلک».[6] .

[صفحه 230]



صفحه 226، 227، 228، 229، 230.





  1. أرجح المطالب، ص 528، عن کفاية الطالب للکنجي الشافعي.
  2. أخبار اصبهان، ج 2، ص 229، لأبي نعيم الأصفهاني؛ مناقب الخوارزمي، ص 210.
  3. فرائد السمطين، ج 1، ص 235، ح 183؛ تاريخ بغداد، ج 11، ص 173؛ مجمع الزوائد، ج 9، ص 121.
  4. المصدر السابق، ج 1، ص 237، ح 185؛ مناقب الخوارزمي، ص 234.
  5. مناقب الخوارزمي، ص 240؛ کفاية الطالب، ص 274.
  6. فرائد السمطين، ج 1، ص 238، ح 186.