المعراج حقيقة إسلامية ثابتة











المعراج حقيقة إسلامية ثابتة



من المسائل الّتي اتّفق عليها علماء الإسلام مسألة المعراج، و ذلک لأنّ القرآن الکريم يشهد بها في الآية الاُولي من سورة الإسراء و الآيات 18 -5 من سورة النجم، و من جهة اُخري فإنّ الروايات المتواترة تؤيّد أنّ هذا السفر السماويّ قد تمّ مرّتين.

و من وجهة نظر الشيعة الإمامية و کثير من علماء السُنّة فإنّ معراج النبيّ صلي الله عليه و آله هذا کان معراجاً جسمانياً لا روحياً فقط، و هم يعتقدون کذلک أنّ هذا السفر الطويل قد تمّ في ليلة واحدة، و أنّه بدأ من مکّة المکرّمة إلي المسجد الأقصي، و من هناک إلي السماءِ، ثمّ انتهي بالعودة إلي مکّة.

[صفحه 225]

فمن الآيات القرآنية التي ذُکر فيها قوله تعالي: «سُبحانَ الَّذي أسْرَي [1] بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِد الْحَرامِ إلي الْمَسْجِدِ الأقْصي الَّذِي بَارَکْنَا حَوْلَهُ لنُرَيه مِن آياتِنَا إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ».[2] .

و قد حدث هذا السفر مرَّة ثانية، حيث يقول القرآن الکريم: «وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً اُخري- عِنَدَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَي- عِنْدَهَا جَنَّةُ المأوَي إذْ يَغْشَي السِّدْرَةَ ما يَغشَي- ما زَاغَ الْبَصَرُ وَ مَا طَغَي- لَقَدْ رَأي مِن آياتِ رَبِّه الکُبْري».[3] .



صفحه 225.





  1. الاسراء: هو السفر ليلاً، و هو يقابل السير الذي هو السفر نهاراً، و لذلک وردت لفظة (ليلاً) لتؤيد أنّ هذا السفر قد تمّ في الليل، و أنّ السفر کان إلي المسجد الأقصي، و من هناک إلي السماوات، کما ورد في سورة النجم.
  2. الاسراء، 1.
  3. النجم، 13 الي 18.