حکمه لشارب الخمر
فقال عمر: و أيّ کتاب اللَّه تجد أن لا أجلدک! فقال له: إنّ اللَّه عزّوجلّ يقول في کتابه: «لَيْسَ عَلي الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالحاتِ جُنَاحٌ فِيما طَعِمُوا»[2] الآية، فأنا من الذين آمنوا و عملوا الصالحات، ثمّ اتقوا و آمنوا، ثمّ اتقوا و أحسنوا، و اللَّه يحبّ المحسنين، شهدت مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بدراً و أُحداً و الخندق و المشاهد. فقال عمر: ألا تردّون عليه ما يقول؟ فقال ابن عباس: إنّ هؤلاء الآيات اُنزلت عذراً للماضين، و حجّة علي [صفحه 197] المنافقين، إلي أن قال عمر: صدقت، ماذا ترون؟ قال علي عليه السلام: إنه إذا شرب سکر، و إذا سکر هذي، و إذا هذي افتري، و علي المفتري ثمانون جلدة، فأمر به عمر فَجُلد ثمانين.[3] . إلي هنا ننتهي من ذکر النماذج الدالة علي سعة علمه عليه السلام، ذلک لأننا لو أردنا الاستقصاء لخرجنا عن شرط الاختصار، ولاحتجنا إلي مجلدٍ خاصٍّ لعرض هذا الموضوع. [صفحه 198]
روي الدراقطني في السنن بالاسناد عن ابن عباس، قال: أُتي عمر برجل من المهاجرين[1] الأولين و قد شرب، فأمر به أن يجلد، فقال: لم تجلدني؟ بيني و بينک کتاب اللَّه.
صفحه 197، 198.