التواضع عن رفعة











التواضع عن رفعة



4239- فضائل الصحابة عن زاذان: رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام يمسک الشسوع بيده، يمر في الأسواق، فيناول الرجل الشسع، ويرشد الضال، ويعين الحمّال علي الحمولة وهو يقرأ هذه الآية: «تِلْکَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَ الْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»[1] ثمّ يقول: هذه الآية اُنزلت في الولاة

[صفحه 182]

وذوي القدرة من الناس[2] .

4240- فضائل الصحابة عن صالح بيّاع الأکسية عن اُمّه أو جدّته: رأيت عليّ بن أبي طالب اشتري تمراً بدرهم، فحمله في ملحفته، فقالوا: نحمل عنک يا أميرالمؤمنين؟قال: لا، أبوالعيال أحقّ أن يحمل[3] .

4241- الغارات عن صالح: أنّ جدّته أتت عليّاً عليه السلام ومعه تمرٌ يحمله، فسلّمت وقالت: أعطني هذا التمر أحمله، قال: أبوالعيال أحقّ بحمله. قالت: وقال: أ لا تأکلين منه؟ قالت: قلت: لا اُريده. قالت: فانطلق به إلي منزله ثمّ رجع وهو مرتدٍ بتلک الملحفة وفيها قشور التمر، فصلّي بالناس فيها الجمعة[4] .

4242- المناقب لابن شهر آشوب عن أبي طالب المکّي: کان عليّ عليه السلام يحمل التمر والملح بيده ويقول:


لا ينقصُ الکامل من کمالِهِ
ما جَرَّ من نفعٍ إلي عيالِهِ[5] .


4243- المناقب لابن شهر آشوب عن أبي الحسن البلخي- في الإمام عليّ عليه السلام-: إنّه اجتاز بسوق الکوفة، فتعلّق به کرسيّ، فتخرّق قميصه، فأخذه بيده، ثمّ جاء به

[صفحه 183]

إلي الخيّاطين فقال: خيطوا لي ذا بارک اللَّه فيکم[6] .

4244- تاريخ دمشق عن صالح بن أبي الأسود عمّن حدّثه: أنّه رأي عليّاً عليه السلام قد رکب حماراً ودلّي رجليه إلي موضع واحد، ثمّ قال: أنا الذي أهنتُ الدنيا[7] .

4245- الإمام العسکري عليه السلام: من تواضع في الدنيا لإخوانه، فهو عند اللَّه من الصدّيقين، ومن شيعة عليّ بن أبي طالب عليه السلام حقّاً، ولقد ورد علي أميرالمؤمنين عليه السلام أخوان له مؤمنان أب وابن، فقام إليهما، وأکرمهما، وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين أيديهما، ثمّ أمر بطعام فاُحضر، فأکلا منه، ثمّ جاء قنبر بطست وإبريق خشب ومنديل لييبس، وجاء ليصبّ علي يد الرجل ماءً، فوثب أميرالمؤمنين عليه السلام فأخذ الإبريق ليصبّ علي يد الرجل، فتمرّغ الرجل في التراب وقال:

يا أميرالمؤمنين، اللَّه يراني وأنت تصبّ علي يدي؟!

قال: اقعد واغسل يدک؛ فإنّ اللَّه عزّ وجلّ يراک وأخوک الذي لا يتميّز منک، ولا يتفضّل عليک يخدمک، يريد بذلک خدمة في الجنّة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا، وعلي حسب ذلک في ممالکه فيها. فقعد الرجل فقال له عليّ عليه السلام: أقسمت عليک بعظيم حقّي الذي عرفته وبجّلته، وتواضعک للَّه حتي جازاک عنه بأن ندبني لما شرّفک به من خدمتي لک، لمّا غسلت يدک مطمئنّاً کما کنت تغسل لو کان الصابّ عليک قنبراً، ففعل الرجل ذلک.

فلمّا فرغ ناول الإبريق محمّد ابن الحنفيّة وقال: يا بنيّ، لو کان هذا الابن

[صفحه 184]

حضرني دون أبيه لصببت علي يده، ولکنّ اللَّه عزّ وجلّ يأبي أن يسوّي بين ابن وأبيه إذا جمعهما مکان، لکن قد صبّ الأب علي الأب، فليصبّ الابن علي الابن، فصبّ محمّد ابن الحنفيّة علي الابن[8] .

راجع: زينة الزهد.



صفحه 182، 183، 184.





  1. القصص: 83.
  2. فضائل الصحابة لابن حنبل: 1064:621:2 و ج 497:345:1 وراجع تاريخ دمشق: 489:42 والبداية والنهاية: 5:8 والمناقب لابن شهر آشوب: 104:2.
  3. فضائل الصحابة لابن حنبل: 916:546:1، الزهد لابن حنبل: 165، الکامل في التاريخ: 443:2، تاريخ دمشق: 489:42، شرح نهج البلاغة: 202:2 نحوه، البداية والنهاية: 5:8؛ الغارات: 89:1، المناقب لابن شهر آشوب: 104:2 کلاهما نحوه، تنبيه الخواطر: 23:1.
  4. الغارات: 89:1؛ شرح نهج البلاغة: 202:2.
  5. المناقب لابن شهر آشوب: 104:2، إتحاف السادة: 370:6 من دون إسنادٍ إلي المعصوم.
  6. المناقب لابن شهر آشوب: 96:2.
  7. تاريخ دمشق: 489:42، البداية والنهاية: 5:8.
  8. الاحتجاج: 340:518:2، تنبيه الخواطر: 107:2، التفسير المنسوب إلي الإمام العسکري عليه السلام: 173:325 وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 105:2.