قوّة العزم والاستقامة
4172- عنه عليه السلام: لقد کنّا مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وإنّ القتل ليدور علي الآباء والأبناء والإخوان والقرابات، فما نزداد علي کلّ مصيبة وشدّة إلّا إيماناً ومضياً علي الحقّ، وتسليماً للأمر، وصبراً علي مضض الجراح[2] . 4173- المستدرک علي الصحيحين عن ابن عبّاس: کان عليّ عليه السلام يقول في حياة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إنّ اللَّه يقول: «أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَي أَعْقَبِکُمْ»[3] واللَّه لا ننقلب علي أعقابنا بعد إذ هدانا اللَّه، واللَّه لئن مات أو قُتل لاُقاتلنّ علي ما قاتل عليه حتي أموت، واللَّه إنّي لأخوه، ووليّه، وابن عمّه، ووارث علمه، فمن أحقُّ به منّي![4] . [صفحه 154] 4174- الإمام عليّ عليه السلام- في کلامٍ له بعد وقعة النهروان يذکر فيه فضائله-: فقمتُ بالأمر حين فشلوا، وتطلّعت حين تَقبّعوا،[5] ونطقتُ حين تَعْتَعوا، ومضيت بنور اللَّه حين وقفوا، وکنت أخفضهم صوتاً، وأعلاهم فَوتاً،[6] فطِرتُ بعنانها، واستبددت برهانها،[7] کالجبل؛ لا تحرکه القواصف، ولا تزيله العواصف، لم يکن لأحد في مهمز، ولا لقائل في مغمز[8] . 4175- عنه عليه السلام- في جواب کتاب عقيل-: وأما ما سألت عنه من رأيي في القتال، فإن رأيي قتال المحلين حتي ألقي الله، لا يزيدني کثرة الناس حولي عزة، ولا تفرقهم عني وحشة، ولا تحسبن ابن أبيک- ولو أسلمه الناس- متضرعا متخشعا، ولا مقرا للضيم واهنا، ولا سلس الزمام للقائد، ولا وطي ء الظهر للراکب المتقعد، ولکنه کما قال أخو بني سليم: فإن تسأليني کيف أنت فإنني يعز علي أن تري بي کآبة
4171- الإمام عليّ عليه السلام: أمّا بعد، فإنّ اللَّه سبحانه بعث محمّداً صلي الله عليه و آله وليس أحد من العرب يقرأ کتاباً، ولا يدّعي نبوّةً ولا وحياً، فقاتل بمن أطاعه من عصاه، يسوقهم إلي مَنجاتهم... وايم اللَّه، لقد کنتُ من ساقَتها حتي تولّت بحذافيرها، واستوسقت في قيادها، ما ضعفتُ، ولا جبُنتُ، ولا خُنتُ، ولا وهنتُ وايم اللَّه، لأبقرنّ الباطل حتي اُخرج الحقّ من خاصرته[1] .
صبور علي ريب الزمان صليب
فيشمت عاد أو يساء حبيب[9] .
صفحه 154.