امّ الهيثم بنت الأسود النخعيّة











امّ الهيثم بنت الأسود النخعيّة[1]



.

3996- من صحابيّات أميرالمؤمنين عليه السلام، تقول في رثائه:


ألا يا عين ويحک فاسعدينا
ألا تبکي أمير المؤمنينا!

[صفحه 13]

رزينا خير من رکب المطايا
وخيّسها[2] ومن رکب السفينا


ومن لبس النعال ومن حذاها
ومن قرأ المثاني والمئينا


وکنّا قبل مقتله بخيرٍ
نري مولي رسول اللَّه فينا


يقيم الدين لا يرتاب فيه
ويقضي بالفرائض مستبينا


ويدعو للجماعة مَن عصاه
ويَنْهَکُ[3] قطع أيدي السارقينا


وليس بکاتم علماً لديه
ولم يخلق من المتجبّرينا


لعمر أبي لقد أصحابُ مصرٍ
علي طول الصحابة أوجعونا


وغرّونا بأنّهمُ عکوفٌ
وليس کذاک فعل العاکفينا


أفي شهر الصيام فجعتمونا
بخير الناس طرّاً أجمعينا


ومن بعد النبيّ فخير نفسٍ
أبوحسن وخير الصالحينا


کأنّ الناس إذ فقدوا عليّاً
نعامٌ جالَ في بلد سنينا


ولو أنّا سئلنا المال فيه
بذلنا المال فيه والبنينا


أشاب ذؤابتي وأطال حزني
اُمامةُ حين فارقْتِ القرينا


تطوف به لحاجتها إليه
فلمّا استيأست رفعت رنينا


وعبرة اُمّ کلثوم إليها
تجاوبها وقد رأت اليقينا


فلا تشمت معاوية بن صخرٍ
فإن بقيّة الخلفاء فينا


وأجمعنا الإمارة عن تراضٍ
إلي ابن نبيّنا وإلي أخينا


ولا نعطي زمام الأمر فينا
سواه الدهر آخر ما بقينا


وإنّ سَراتنا[4] وذوي حجانا++ تواصوا أن نجيب إذا دعينا

[صفحه 14]

بکلّ مهنّد عضب وجردٍ
عليهنّ الکماة مسوّمينا[5] .



صفحه 13، 14.





  1. اُمّ الهيثم بنت الأسود- ويقال: بنت العريان- النخعيّة: تابعيّة من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام، شاعرة. ولم نجد من ذکرها باسم غير اُمّ الهيثم، ولعلّ اسمها کنيتها، أو أنّها اشتهرت بالکنية. وقد اختلف الرواة في رواية هذه القصيدة اختلافاً کثيراً، ويظهر أنّه وقع خلط من المؤرّخين بين القصيدة وقصيدة أبي الأسود الدؤلي التي هي علي وزنها وقافيتها، حتي أنّ القصيدة المنسوبة إلي اُمّ الهيثم نسبها بعضهم بتمامها إلي أبي الأسود، والظاهر أنّه لاتّحاد الوزن والقافية بين القصيدتين اُدخل شي ء من قصيدتها في قصيدة أبي الأسود وبالعکس اشتباهاً (راجع أعيان الشيعة: 488:3).
  2. خيّسه: راضه وذلّله بالرکوب (النهاية: 92:2).
  3. النَّهْک: المبالغة في کلّ شي ء (لسان العرب: 500:10) أي يبالغ في العقوبة.
  4. سَراتنا: أي أشرافنا (النهاية: 363:2).
  5. مقاتل الطالبيّين: 55؛ المناقب لابن شهر آشوب: 315:3 عن أبي الأسود الدؤلي وفيه بعض الأبيات.