كثرة التبسّم











کثرة التبسّم



4150- الکامل في التاريخ- في عليّ عليه السلام-: کان من أحسن الناس وجهاً، ولا يغيّر شيبه، کثير التبسّم[1] .

4151- شرح نهج البلاغة- في عليّ عليه السلام-: وأمّا سجاحة الأخلاق وبشر الوجه وطلاقة المُحيّا والتبسّم فهو المضروب به المثل فيه، حتي عابه بذلک أعداؤه؛ قال عمرو بن العاص لأهل الشام: إنّه ذو دعابة شديدة.

وقال عليّ عليه السلام في ذاک: عجباً لابن النابغة! يزعم لأهل الشام أنّ فيَّ دعابة، وأنّي امرؤ تلعابة،[2] اُعافس[3] واُمارس.

وعمرو بن العاص إنّما أخذها عن عمر بن الخطّاب؛ لقوله له لمّا عزم علي استخلافه: للَّه أبوک، لولا دعابة فيک! إلّا أنّ عمر اقتصر عليها، وعمرو زاد فيها وسمّجها.

قال صعصعة بن صوحان وغيره من شيعته وأصحابه: کان فينا کأحدنا، لين جانب، وشدّة تواضع، وسهولة قياد، وکنّا نهابه مهابة الأسير المربوط للسيّاف الواقف علي رأسه.

وقال معاوية لقيس بن سعد: رحم اللَّه أباحسن، فلقد کان هشّاً بشّاً، ذا فکاهة.

[صفحه 142]

قال قيس: نعم، کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يمزح، ويَبْتسم إلي أصحابه، وأراک تُسرّ حسواً في ارتغاء،[4] وتعيبه بذلک! أما واللَّه لقد کان مع تلک الفکاهة والطلاقة أهيَب من ذي لبدتين قد مسّه الطوي، تلک هيبة التقوي، وليس کما يهابک طغام[5] أهل الشام[6] .



صفحه 142.





  1. الکامل في التاريخ: 440:2.
  2. تِلعابة: أي کثير المزح والمداعبة (النهاية: 253:4).
  3. المُعافَسة: المُعالَجة والممارسة والملاعبة (النهاية: 263:3).
  4. يُسِرُّ حَسْواً في ارتِغاء: الارتِغاء: شرب الرَّغوة، وأصله الرجل يُؤتي باللبن، فيُظهر أنّه يريد الرَّغوة خاصّة ولا يريد غيرها، فيشربها وهو في ذلک ينال من اللبن. وهو مَثل يضرب لمن يُريک أنّه يُعينک وإنّما يجرّ النفع إلي نفسه (مجمع الأمثال: 4680:525:3).
  5. الطغام: أوغاد الناس وأرذالهم (تاج العروس: 441:17).
  6. شرح نهج البلاغة: 25:1.