محمّد الحميري











محمّد الحميري[1]



.

3995- يقول:


بحقّ محمّد قولوا بحقٍّ
فإنّ الإفک من شيم اللئامِ


أبعد محمّد بأبي واُمّي
رسولِ اللَّه ذي الشرف الهمامِ


أليس عليٌّ افضل خلق ربّي
وأشرف عند تحصيل الأنامِ؟


ولايته هي الإيمان حقّاً
فذرني من أباطيل الکلامِ


وطاعة ربّنا فيها وفيها
شفاء للقلوب من السقامِ


عليُّ إمامُنا بأبي واُمّي
أبوالحسن المطهّر من حرامِ


إمام هديً أتاه اللَّهُ علماً
به عُرف الحلال من الحرامِ


ولو أنّي قتلت النفس حبّاً
له ما کان فيها من أثامِ


يحُلّ النارَ قومٌ أبغضوهُ
وإن صلّوا وصاموا ألف عامِ

[صفحه 12]

ولا واللَّه لا تزکو صلاةٌ
بغير ولاية العدل الإمامِ


أميرالمؤمنين بک اعتمادي
وبالغرّ الميامين اعتصامي


فهذا القول لي دِينٌ وهذا
إلي لقياک يا ربّي کلامي


برئت من الذي عادي عليّاً
وحاربه منَ اولاد الحرامِ


تناسوا نصبه في يوم «خمٍّ»
من الباري ومن خير الأنامِ


برغم الأنف من يشنأ کلامي
عليّ فضله کالبحر طامي[2] .


وأبرأ من اُناس أخّروهُ
وکان هو المقدّم بالمقامِ


عليّ هزّم الأبطال لمّا
رأوا في کفّه ذات الحُسامِ


علي آل الرسول صلاةُ ربّي
صلاةً بالکمال وبالتمامِ[3] .



صفحه 12.





  1. محمّد بن عبد اللَّه الحميري: زميل عمرو بن العاص، أحسبه ابن القاضي عبد اللَّه بن محمّد الحميري الذي قلَّدهُ معاوية بن أبي سفيان ديوان الخاتم. عدّه صاحب الغدير من شعراء القرن الأوّل الهجري، ولقصيدته «بحقّ محمّد قولوا بحقّ...» قصّة مشهورة؛ فقد اجتمع الطرمّاح الطائي، وهشام المرادي، ومحمّد بن عبد اللَّه الحميري عند معاوية بن أبي سفيان، فأخرج بدرة فوضعها بين يديه، وقال: يا معشر شعراء العرب! قولوا قولکم في عليّ بن أبي طالب، ولا تقولوا إلّا الحقّ، وأنا نفيٌّ من صخر بن حرب إن أعطيت هذه البدرة إلّا من قال الحقّ في عليّ. فقام الطرمّاح وتکلّم في عليّ ووقع فيه، فقال له معاوية: اجلس فقد عرف اللَّه نيّتک ورأي مکانک! ثمّ قام هشام المرادي فقال أيضاً ووقع فيه، فقال له معاوية: اجلس مع صاحبک فقد عرف اللَّه مکانکما! فقال عمرو بن العاص لمحمّد بن عبد اللَّه الحميري- وکان خاصّاً به-: تکلّم ولا تقل إلّا الحقّ. فقام محمّد بن عبد اللَّه فتکلّم ثمّ قال: «بحقّ محمّد...» القصيدة، فقال معاوية: أنت أصدقهم قولاً، فخذ هذه البدرة (راجع الغدير: 178:2).
  2. طما البحر فهو طامٍ: ارتفع موجه (لسان العرب: 15:15).
  3. بشارة المصطفي: 11، بحارالأنوار: 531:259:33؛ فرائد السمطين: 375:1 نحوه إلي «برئت».