عمره يوم أسلم











عمره يوم أسلم



4121- الکافي عن سعيد بن المسيّب: سألت عليّ بن الحسين عليهماالسلام: ابن کم کان عليّ بن أبي طالب عليه السلام يوم أسلم؟

فقال عليه السلام: أ وَکان کافراً قطّ! إنّما کان لعليّ عليه السلام حيث بعث اللَّه عزّ وجلّ رسوله صلي الله عليه و آله

[صفحه 122]

عشر سنين، ولم يکن يومئذ کافراً، ولقد آمن باللَّه تبارک وتعالي وبرسوله صلي الله عليه و آله، وسبق الناس کلّهم إلي الإيمان باللَّه وبرسوله صلي الله عليه و آله وإلي الصلاة بثلاث سنين، وکانت أوّل صلاة صلّاها مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله الظهر رکعتين[1] .

4122- شرح نهج البلاغة: واختُلف في سنّه عليه السلام حين أظهر النبيّ صلي الله عليه و آله الدعوة، إذ تکامل له صلوات اللَّه عليه أربعون سنة؛ فالأشهر من الروايات أنّه کان ابن عشر، وکثير من أصحابنا المتکلّمين، يقولون: إنّه کان ابن ثلاث عشرة سنة، ذکر ذلک شيخنا أبوالقاسم البلخيّ وغيره من شيوخنا. والأوّلون يقولون: إنّه عليه السلام قُتل وهو ابن ثلاث وستّين سنة، وهؤلاء يقولون: ابن ستّ وستّين، والروايات في ذلک مختلفة.

ومن الناس من يزعم أنّ سنّه کانت دون العشر، والأکثر الأظهر خلاف ذلک. وذکر أحمد بن يحيي البلاذري وعليّ بن الحسين الأصفهاني أنّ قريشاً أصابتها أزمة وقحط، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعمَّيه حمزة والعبّاس: ألا نحمل ثقل أبي طالب في هذا المَحل[2] ! فجاؤا إليه، وسألوه أن يدفع إليهم ولده؛ ليَکفوه أمرهم. فقال: دَعُوا لي عقيلاً، وخذوا من شئتم- وکان شديد الحبّ لعقيل-.

فأخذ العبّاس طالباً، وأخذ حمزة جعفراً، وأخذ محمّد صلي الله عليه و آله عليّاً عليه السلام، وقال لهم: قد اخترتُ مَن اختاره اللَّه لي عليکم؛ عليّاً.

قالوا: فکان عليّ عليه السلام في حِجْر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، منذ کان عمره ستّ سنين.

وکان ما يسدي إليه صلوات اللَّه عليه من إحسانه وشفقته وبرّه وحسن تربيته

[صفحه 123]

کالمکافأة والمعاوضة لصَنيع أبي طالب به؛ حيث مات عبدالمطّلب وجعله في حجره. وهذا يطابق قوله عليه السلام: لقد عبدتُ اللَّهَ قبل أن يعبده أحدٌ من هذه الاُمّة سبع سنين»، وقوله عليه السلام: «کنتُ أسمع الصوت، واُبصر الضوء سنين سبعاً، و رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حينئذٍ صامت، ما اُذن له في الإنذار والتبليغ»؛ وذلک لأ نه إذا کان عمره يوم إظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة، وتسليمه إلي رسول الله صلي الله عليه و آله من أبيه وهو ابن ست، فقد صح أنه کان يعبد الله قبل الناس بأجمعهم سبع سنين[3] وابن ست تصح منه العبادة إذا کان ذا تمييز، علي أن عبادة مثله هي التعظيم، والإجلال، وخشوع القلب، واستخذاء الجوارح إذا شاهد شيئا من جلال الله سبحانه وآياته الباهرة،ومثل هذا موجود في الصبيان[4] .



صفحه 122، 123.





  1. الکافي: 536:339:8، مختصر بصائر الدرجات:129.
  2. المَحْل: الشِّدّة، والجوع الشديد (لسان العرب: 616:11).
  3. ومن الممکن أن يکون عمره عليه السلام عند ظهور الإسلام عشر سنوات- کما هو المشهور- ولکن لم يسلم أحد بعدُ إلّا خديجة عليهاالسلام إلي السنة الثالثة للهجرة ونزول قوله تعالي: « وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ»، فإنّه- علي هذا الاحتمال- يکون بين السادسة من عمره وبين السنة الثالثة من الهجرة سبع سنين أيضاً.
  4. شرح نهج البلاغة: 14:1.