السيّد عليّ خان المدني[1]
4073- من نوابغ العلم والأدب في القرن الثاني عشر، يقول: أميرالمؤمنين فدتک نفسي تولّاک الاُلي سعدوا ففازوا ولو علم الوري ما أنت أضحوا [صفحه 87] يمين اللَّه لو کشف المغطّي خفيتَ عن العيون وأنت شمسٌ وليس علي الصباح إذا تجلّي لسرٍّ مّا دعاک أباترابٍ فکان لکلّ مَن هو مِن ترابٍ فلولا أنت لم يخلق سماءً وفيک وفي ولائک يوم حشرٍ بفضلک أفصحتْ توراةُ موسي فيا عجباً لمن ناواک قدماً أزاغوا عن صراط الحقّ عمداً أم ارتابوا بما لاريب فيهِ وهل لسواک بعد غديرخمٍّ ألم يجعلک مولاهم فذلّت فلم يطمح إليها هاشميٌّ فمَن تيمُ بن مرّةَ أو عديٌّ؟ لئن جحدوک حقّک عن شقاءٍ فکم سفهت عليک حلومُ قومٍ 4074- ومن کلام له يمدح به أميرالمؤمنين عليه السلام لمّا ورد إلي النجف الأشرف مع جمع من حجّاج بيت اللَّه: [صفحه 88] يا صاح! هذا المشهد الأقدسُ والنجف الأشرف بانت لنا والقبّةُ البيضاء قد أشرقَتْ حضرة قدسٍ لم ينل فضلَها حلّت بمن حلّ بها رتبةٌ تودّ لو کانت حصا أرضها وتحسد الأقدام منّا علي فقف بها والثم ثري تربها وقل: صلاة وسلام علي خليفة اللَّه العظيم الذي نفس النبيّ المصطفي أحمد العلم العيلمُ بحر الندا فليلنا من نوره مقمرٌ اُقسم باللَّه وآياتهِ إن عليّ بن أبي طالبٍ ومن حباه اللَّه أنباء ما أحاط بالعلم الذي لم يحط لولاه لم تخلق سماء ولا ولا عفا الرحمن عن آدمٍ هذا أميرالمؤمنين الذي [صفحه 89] وحجّة اللَّه التي نورها تاللَّه لايجحدها جاحدٌ المعلن الحقّ بلاخشيةٍ والمقحم الخيل وَطِيْسَ الوغي جلبابُه يوم الفخار التُّقي يرفل من تقواه في حلّة يا خيرة اللَّه الذِي خيرُه عبدک قد أمَّک مستوحشاً يطوي إليک البحر والبرّ لا طوراً علي فلک به سابحٍ في کلّ هيماء[5] يري شوکها حتّي أتي بابک مستبشراً أدعوک يا مولي الوري موقناً فنجّني من خطب دهر غدا هذا ولولا أملي فيک لم صلّي عليک اللَّه من سيّد ما غرّدت ورقاء في روضةٍ [صفحه 90]
.
لنا من شأنک العجبُ العجابُ
وناواک الذين شقوا فخابوا
لوجهک ساجدين ولم يحابوا
ووجهِ اللَّه لو رفع الحجابُ
سمت عن أن يجللّها سحابُ
ولم يبصره أعمي العين عابُ
محمّدٌ النبيّ المستطابُ
إليک وأنت علّته انتسابُ
ولولا أنت لم يخلق ترابُ
يعاقب من يعاقب أو يثابُ
وإنجيل ابن مريم والکتابُ
ومن قوم لدعوتهم أجابوا
فضلّوا عنک أم خفي الصوابُ
وهل في الحقّ إذ صدع ارتيابُ؟
نصيبٌ في الخلافة أو نصابُ؟
علي رغم هناک لک الرقابُ؟
وإن أضحي له الحسب اللبابُ
وهم سيّانِ إن حضروا وغابوا
فبالأشْقَين ما حلَّ العقابُ
فکنت البدرَ تنبحُهُ الکلابُ[2] .
قرّت به الاُعينُ والأنفُسُ
أعلامُه والمعهد الأنفَسُ
ينجاب عن لألائها الحندسُ
لا المسجدُ الأقصي ولا المَقدسُ
يقصرُ عنها الفلک الأطلسُ
شهب الدجي والکنّسُ الخنّسُ
السّعي إلي أعتابها الأرؤسُ
فهي المقام الأطهر الأقدسُ
من طاب منها الأصلُ والمغرسُ
من ضوئه نور الهدي يُقبسُ
وصنوه والسيد الأرؤسُ
وبرّه والعالم النِّقرِسُ[3] .
ويومنا من ضوئه مشمسُ
أليّةٌ تنجي ولا تغمسُ
منار دين اللَّه لا يطمسُ
في کتبه فهو لها فهرسُ
بمثله بليا ولا هرمسُ
أرض ولا نُعمي ولا أبؤسُ
ولانجا من حُوْتِه يونسُ
شرائع اللَّه به تُحرسُ
کالصبح لايخفي ولا يبلسُ
إلّا امرؤ في غيّهِ مُرکَسُ
حيث خطيب القوم لاينبسُ
إذا تناهي البطل الأحرسُ
لا الطيلسانُ الخزّ والبرنسُ
يحسدها الديباج والسندسُ
يشکره الناطق والأخرسُ
من ذنبه للعفو يستأنسُ
يوحشه شي ء ولا يؤنسُ
وتارة تسري به عِرْمِسُ[4] .
کأنّه الريحان والنرجسُ
ومن أتي بابک لاييأسُ
إنّ دعائي عنک لايُحبسُ
للجسم منّي أبداً ينهسُ
يقرّ بي مثويً ولا مجلسُ
مولاه في الدارين لايوکسُ[6] .
وما زهت أغصانها الميِّس[7] .
صفحه 87، 88، 89، 90.