ابن العَرَنْدَس الحلّي











ابن العَرَنْدَس الحلّي[1]



.

4062- من ذوي الباع في الأدب والفقه، يقول:


ثمّ السلام من السلام علي الذي
نصبت له في خمِّ رايات الولا


تالي کتاب اللَّه أکرمُ مَن تلا
وأجلُّ مَن للمصطفي الهادي تلا


زوجُ البتولِ أخُ الرسولِ مطلّق
الدنيا وقاليها بنيران القلا


رجلٌ تسربلَ بالعفاف وحبّذا
رجلٌ بأثواب العفاف تسربلا


تلقاه يوم السلم غيثاً مسبلاً
وتراه يوم الحرب ليثاً مشبلا


ذو الراحة اليمني التي حسناتُها
مُدّت علي کَيْوان باعاً[2] أطولا


والمعجزاتُ الباهرات النّير
اتُ المشرقات المعذرات لمن غلا


منها رجوع الشمسِ بعد غروبها
نبأ تصير له البصائر ذُهَّلا


ولسيره فوق البساط فضيلةٌ
أوصافها تُعيي الفصيح المُقْوِلا


وخطاب أهل الکهفِ منقبةٌ غلتْ
وعلت فجاوزت السماک الأعزلا


وصعود غاربِ أحمد فضل لهُ
دون القرابة والصحابة أفضلا


هذا الذي حاز العلوم بأسرها
ما کان منها مجملا ومفصّلا


هذا الذي بصَلاتِه وصِلاتهِ
للدين والدنيا أتمَّ وأکملا


هذا الذي بحسامه وقناتهِ
في خيبرٍ صعبُ الفتوح تَسَهَّلا


وأباد مرحبَ في النزال بضربةٍ
ألقت علي الکفّار عبئاً مثقلا

[صفحه 76]

وکتائب الاحزاب صيَّرَ عَمْرَوها
بدمائه فوق الرمال مرمّلا


وتبوکُ نازلَ شُوْسها[3] فأبادهمْ
ضرباً بصارم عزمة لن يفللا


وبه توسّل آدم لمّا عصي
حتّي اجتباه ربّنا وتقبّلا


وبه دعا نوح فسارت فلکهُ
والأرضُ بالطوفان مفعمة ملا


وبه الخليل دعا فأضحت ناره
برداً وقد أذکت حريقاً مشعلا


وبه دعا موسي تلقفّت العصا
حيّاتِ سِحرٍ کنّ قِدماً أحْبُلا


وبه دعا عيسي المسيحُ فأنطق ال
-مَيْتَ الدفين به وقام من البلا


وبخمِّ واخاه النبيُّ محمّدٌ
حقّاً وذلک في الکتاب تَنزَّلا


عذل النواصبُ في هواه وعنّفوا
فعصيتهم وأطعت فيه من غلا


ومدحته رغماً علي آنافهمْ
مدحاً به ربي صدا قلبي جلا


وترابُ نعل أبي ترابٍ کلّما
مسَّ القذا عيني يکون لها جلا


فعليه أضعاف التحيّة ماسري
سارٍ وما سحّ السحابُ وأهملا[4] .



صفحه 76.





  1. الشيخ صالح بن عبد الوهاب بن العرندس الحلّي، الشهير بابن العرندس: أحد أعلام الشيعة ومن مؤلّفي علمائها في الفقه والاُصول، وله مدائح ومراثي لأئمّة أهل البيت عليهم السلام. توفّي حدود سنة (840 ه) بالحلّة الفيحاء ودفن فيها، وله قبر يزار ويتبرّک به (الغدير: 13:7).
  2. کَيْوان: نجم يقال له زُحَل (العين: 724). والباع: السَّعة في المکارم (لسان العرب: 22:8).
  3. الشُّوْس: جمع الأشْوَس؛ وهو الجري ء علي القتال الشديد (لسان العرب: 116:6).
  4. الغدير: 7:7.