علاء الدين الحلّي











علاء الدين الحلّي[1]



.

4056- من أکابر العلماء والاُدباء في القرن الثامن، يقول:


يامن به کمل الدين الحنيف ولل
إسلام من بعد وهنٍ ميلَهُ عَضَدا


وصاحبَ النصّ في خمٍّ وقد رفع النبيّ
[منه][2] علي رغم العدا عضُدا


أنت الذي اختارک الهادي البشير أخاً
وما سواک ارتضي من بينهم أحداً

[صفحه 70]

أنت الذي عجبت منه الملائک في
بدرٍ ومن بعدها إذ شاهدوا اُحدا


ويقول فيها:


وحقِّ نصرک للإسلام تکلؤهُ
حياطة بعد خطب فادح ورَدي


ما فصّل المجدُ جلباباً لذي شرفٍ
إلّا وکان لمعناک البهيج رِدا


يا کاشف الکرب عن وجه النبيّ لدي
بدرٍ وقد کثرت أعداؤه عددا


استشعروا الذلّ خوفاً من لقاک وقد
تکاثروا عدداً واستصحبوا عُددا


ويوم عمرِو بن ودِّ العامريّ وقد
سارت إليک سرايا جيشه مَددا


أضحکتَ ثغر الهدي بشراً به وبکتْ
عينُ الضلال له بعد الدِّما مُدَدا


وفي هوازن لمّا نارها استعرتْ
من عزم عزمک يوماً حرّها بَرَدا


أجري حسامک صوباً من دمائهمُ
هدراً وأمطرتهم من أسهم بُرُدا


أقدمت وانهزم الباقون حين رأوا
علي النبيّ محيطاً جحفلاً لُبَدا[3] .


لولا حسامک ما ولّوا ولا اطّرحوا
من الغنائم مالاً وافراً لُبَدا[4] [5] .

4057- وله أيضاً:


يکفيک فخراً أنّ دين محمّدٍ
لولا کمالک نقصه لن يکملا


وفرائض الصلوات لولا أنّها
قُرنت بذکرک فرضُها لن يُقبلا


يامن إذا عدّت مناقب غيرهِ
رجَحتْ مناقبه وکان الأفضلا


إنّي لأعذر حاسديک علي الذي
أولاکَ ربّک ذو الجلال وفضَّلا

[صفحه 71]

إن يحسدوک علي عُلاک فإنّما
متسافل الدرجات يحسد من علا[6] .


4058- وله أيضاً:


ومسيرهُ فوق البساط مخاطباً
أهل الرقيم[7] فضيلة لا تجحدُ


وعليه قد ردّت ذُکاءُ وأحمدٌ
من فوق رکبته اليمين موسّدُ


وعليه ثانية بساحة بابلٍ
رجعت کذا ورد الحديث المسندُ


ووليّ عهد محمّد أفهل تري
أحداً إليه سواه أحمدُ يعهدُ؟


إذ قال: إنّک وارثي وخليفتي
ومغسّل لي دونهم ومُلَحّدُ


أم هل تري في العالمين بأسرهم
بشراً سواه ببيت مکّة يولدُ؟


في ليلة جبريل جاء بها مع ال
-ملأ المقدّس حوله يتعبّدُ


فلقد سما مجداً عليُّ کما علا
شرفاً به دون البقاع المسجدُ


أم هل سواه فتيً تصدّق راکعاً
لمّا أتاه السائل المسترفدُ؟


المؤثر المتصدّق المتفضّل
المتمسّک المتنسّک المتزهّدُ


الشاکر المتطوّع المتضرّعُ ال
-متخضّع المتخشّع المتهجّدُ


الصابر المتوکّل المتوسّلُ ال
-متذلّل المتململ المتعبّدُ


رجل يتيه به الفخار مفاخراً
ويسود إذ يعزي إليه السؤددُ


إن يحسدوه علي علاه فإنّما
أعلا البريّة رتبة من يُحْسدُ[8] .

[صفحه 72]



صفحه 70، 71، 72.





  1. أبوالحسن علاء الدين عليّ بن الحسين الحلّي الشهيفي، المعروف بابن الشهفيّة: عالم فاضل وأديب کامل، وقد جمع بين الفضيلتين علم غزير وأدب بارع. وفي الطليعة: من شعراء أهل البيت عليهم السلام، وقد أثني عليه بالعلم والفضل والأدب القاضي في المجالس، والحرّ العاملي في أمل الآمل، والميرزا صاحب رياض العلماء، وسيّدنا مؤلّف رياض الجنّة، وابن أبي شبانة في تتميم الأمل وغيرهم (الغدير: 365:6).
  2. ما بين المعقوفين أثبتناه من طبعة مرکز الغدير.
  3. لُبَداً: أي مجتمعين (لسان العرب:387:3).
  4. لُبَداً: أي کثيراً لايُخاف فناؤه (لسان العرب: 387:3).
  5. الغدير: 365:6.
  6. الغدير: 388:6.
  7. الرقيم: لوحانِ من نحاسٍ مرقومٌ فيهما؛ أي مکتوب فيه أمر الفتية وأمر إسلامهم... (مجمع البحرين: 725:2) والمراد هنا أصحاب الکهف.
  8. الغدير: 360:6.