السريجي الاُوالي











السريجي الاُوالي[1]



.

4055- من البارعين في الشعر في القرن الثامن، يقول:


ولي بودّ أمير النحل حيدرةٍ
شغلٌ عن اللهو والإطراب ألهاني


هاتِ الحديث سميري عن مناقبهِ
ودع حديثَ رُبي نجدٍ ونعمانِ

[صفحه 68]

مُردي الکماةِ وفتّاک العتاة و
هطّال الهباتِ وأمن الخائف الجاني


بني بصارمه الإسلامَ إذ هدم ال
أصنامَ أکرِمْ بهِ من هادمٍ بانِ


سائلْ به يومَ اُحْدٍ والقُلَيْبِ وفي
بدرٍ وخيبرَ يا من فيه يلحاني


ويوم صفّين والألباب طائشةٌ
وفي حنينٍ إذا التفّ الفريقانِ


ويوم عمرو بن ودٍّ حين جلّلهُ
عضباً به قربت آجال أقرانِ


وفي الغدير وقد أبدي النبيُّ لهُ
مناقباً أرغمت ذا البغضة الشاني


إذ قال: من کنت مولاه فأنت لهُ
موليً به اللَّه يهدي کلَّ حيرانِ


اُنزلتَ مني کما هارونُ اُنزل مِنْ
موسي ولم يک بعدي مرسَلٌ ثاني


وآيةُ الشمس إذ ردّت مبادرةً
غرّاء أقصر عنها کلُّ إنسانِ


وإنّ في قصّة الأفعي ومکمنِهِ
في الخفّ هدياً لذي بُغضٍ وإرعانِ


وقصّةُ الطائر المشوي بيّنةٌ
لکلِّ من حاد عن عمدٍ وشَنْآنِ


مَن غيره بَطَنَ العلم الخفيّ؟ ومَنْ
سواه قال: اسألوني قبل فقداني؟


ومن وَقَتْ نفسُه نفسَ الرسول وقد
وافي الفراشَ ذوو کفرٍ وطغيانِ؟


ومن تصدّق في حال الرکوع ولمْ
يسجد کما سجدت قومٌ لأوثانِ؟


مَنْ کان في حَرَم الرحمن مولدهُ
وحاطه اللَّه من بأْسٍ وعدوانِ؟


مَنْ غيرَهُ خاطبَ الرحمنُ واعتضدت
به النبوّةُ في سرٍّ وإعلانِ؟


من اُعطيَ الراية الغرّاء إذ ربدت[2] .
نار الوغي فتحاماها الخميسانِ؟


من ردّت الکفّ إذ بانت بدعوته؟
والعين بعد ذهاب المنظر الفاني؟

[صفحه 69]

مَن اُنزل الوحيُ في أن لا يسدَّ لهُ
بابٌ وقد سُدّ أبوابٌ لإخوانِ؟


ومن به بُلِّغتْ من بعد أوبتها
براءةٌ لاُولي شرک وکفرانِ؟


ومن تظلّمَ طفلاً وارتقي کتف ال
-مختارِ خير ذوي شيب وشبّانِ؟


ومن يقول: خذي يا نار ذا وذري
ذا وبالکأس يسقي کلَّ ظمآنِ؟


من غسّل المصطفي؟ مَنْ سال في يدهِ
أجلُّ نفسٍ نأت عن خير جثمانِ؟


ومن تورّک متن الريح طائعةً
تجري بأمر مليک الخلقِ رحمانِ؟


حتّي أتي فتيةَ الکهف الذين جرت
علي مراقدهم أعصارُ أزمانِ


فاستيقظوا ثمّ قالوا بعد يقظتهم
أنت الوصيُّ علي علمٍ وإيقانِ[3] .



صفحه 68، 69.





  1. السيّد عبد العزيز بن محمّد بن الحسن بن أبي نصر الحسيني السريجي الاُوالي: من شعراء الشيعة، وکان فاضلاً أديبا جامعاً، وشاعراً ظريفاً بارعاً، توفّي في البصرة سنة (750 ه) تقريباً (الغدير: 38:6).
  2. اربَدَّ وجهه وتربّد: احمرّ حمرة فيها سواد عند الغضب (لسان العرب: 170:3).
  3. الغدير: 20:6.