ابومحمد المنصور بالله











ابومحمد المنصور بالله[1]



.

4052- أحد أئمة الزيدية في القرن السابع، يقول:


وکان في البيت العتيق مولده
وامه إذ دخلت لا تقصده


وإنما إلهه مؤيده
فمن تلاه فالجحيم موعده


ثم أبوه کافل الرسول
ومؤمن بالله والتنزيل


في قول أهل العلم والتحصيل
فهات في آبائهم کقيلي


وامه ربت أخاه أحمدا
واتبعته إذ دعا إلي الهدي


فکم دعاها امه عند الندا
وقام في جهازها ممجدا


ألبسها قميصه إکراما
ونام في حفيرها إعظاما


ومد للملائک القياما
حتي قضوا صلاتها تماما


وهو الذي کان أخا للمصطفي
بحکم رب العالمين وکفي


واقتسما نورهما المشرفا
فاعدد لهم کمثل هذا شرفا


وزوجه سيدة النساء
خامسة الخمسة في الکساء


أنکحها الصديق في السماء
فهل لهم کهذه العلياء؟

[صفحه 64]

الله في إنکاحها هو الولي
وجبرئيل مستناب عن علي


والشهداء حاملو العرش العلي
فهل لهم کمثل ذا فاقصصه لي؟


حورية إنسية سياحه
خلقها الله من التفاحه


وأکرم الأصل بها لقاحه
فهل تري إنکاحها إنکاحه؟


وابناه منها سيدا الشباب
وابنا رسول الله عن صواب


مرتضعا السنة والکتاب
فهل لهم کهذه الأسباب؟[2] .


ويقول فيها:


ألم يقل فيه النبي المنتجب
قولا صريحا: أنت فارس العرب


وکم وکم جلا به الله الکرب؟
فاعجب ومهما عشت عاينت العجب


واسمع أحاديث بلفظ الباب
في العلم والحکمة والصواب


ولا تلمني بعد في الإطناب
ي حب مولاي أبي تراب


وقال أيضا فيه: أقضاکم علي
ومثله: أعلمکم عن النبي


ومثله: عيبة علمي والملي
أني يکون هکذا غير الوصي؟


ألم يکن فوق الرجال حجه
نيرة واضحة المحجه؟


وعلمهم في علمه کالمجه
فما تکون مجة في لجه؟


أحاط بالتوراة والإنجيل
وبالزبور يا ذوي التفضيل


علما وبالقرآن ذي التنزيل
في قوله المصدق المقبول[3] .


ويقول فيها:


وقال فيه المصطفي: أنت الولي
ومثله: أنت الوزير والوصي


وکم وکم قال له: أنت أخي؟
فأيهم قال له مثل علي؟

[صفحه 65]

وهل سمعت بحديث مولي
يوم الغدير والصحيح أولي؟


ألم يقل فيه الرسول قولا
لم يبق للمخالفين حولا؟


وهل سمعت بحديث المنزله
يجعل هارون النبي مثله؟


وثبت الطهر له ما کان له
من صنوه موسي فصار مدخله؟


من حيث لو لم يذکر النبوه
کانت له من بعده مرجوه


فاستثنيت ونال ذو الفتوه
عموم ما للمصطفي من قوه[4] .


إلي أن قال:


إن الکتاب للوصي قد حکم
بأنه الإمام في خير الامم


فمن يکن مخالفا فقد ظلم
وقد أساء الفعل حقا واجترم


قال: فلي دلائل في الآثار
تواترت وانتشرت في الأقطار


علي إمامة الرجال الأخيار
فأي قول بعد تلک الأخبار؟


فقلت: إن کان حديث المنزله
فيها وأخبار الغدير مدخله؟


فإنها معلومة مفصله
أولا فدعها لعلي فهي له[5] .



صفحه 64، 65.





  1. الإمام الحسن بن محمّد بن أحمد بن يحيي بن يحيي الهادي إلي الحقّ اليمني: أحد أئمّة الزيديّة في الديار اليمنيّة، وأوحديّ أعلامها في علم الحديث وفنونه، کما له في الأدب خطوات واسعة، وکتابه أنوار اليقين في شرح اُرجوزته الغرّاء المذکورة في الإمامة. ولد سنة (596 ه) وبويع له بالإمامة بعد مقتل الإمام أحمد بن الحسين، وتوفّي سنة (670 ه) (الغدير: 423:5).
  2. الغدير: 418:5.
  3. الغدير: 420:5.
  4. الغدير: 422:5.
  5. الغدير: 423:5.