الخطيب الخوارزمي











الخطيب الخوارزمي[1]



.

4046- من کبار المحدّثين والمؤرّخين في القرن السادس، يقول:

[صفحه 56]

ألا هل فتيً کأبي ترابِ
وأنّي مثلُه فوقَ الترابِ؟!


إذا ما مقلتي رمدت فکحلي
ترابٌ مسَّ نعلَ أبي ترابِ


محمّدٌ النبيّ کمصر علمٍ
أميرالمؤمنين له کَبابِ


هو البکّاء في المحراب لکنْ
هو الضحّاک في يوم الحرابِ


هو المولي المفرّق في الموالي
جرائب قد حواها بالحرابِ


وعن حمراءِ بيت المال أمسي
وعن صفرائه صفرَ الوِطابِ[2] .


شياطين الوغي دُحروا دحوراً
به إذ سلّ سيفاً کالشهابِ


نَعَمْ زوجُ البتول أخو أبيها
أبوالسبطين روّاض الصعابِ


عليّ ما عليّ ما عليّ!!
فتي يوم الکتيبة والکتابِ


عليّ بالهداية قد تحلّي
ولمّا يدّرع برد الثيابِ


عليّ کاسر الأصنام لمّا
علا کتف النبيّ بلا احتجابِ


عليّ في النساء له وصيّ
أمين لم يمانع بالحجابِ


إلي أن قال:


عليّ قاتلٌ عمرَو بن ودٍّ
بضربٍ عامرُ البلد الخرابِ


عليُّ براءةٍ وغديرُ خمٍّ
وراية خيبر ضرغام غابِ


إلي أن قال:

[صفحه 57]

هما مثلاً کهارون وموسي
بتمثيل النبيّ بلا ارتيابِ


بني في المسجد المخصوص باباً
له إذ سدّ أبواب الصحابِ


کأنّ الناس کلّهمُ قشورٌ
ومولانا عليّ کاللبابِ


ولايته بلا ريب کطوقٍ
علي رغم المعاطس في الرقابِ


إذا عُمَر تخبّط في جوابٍ
ونبّهه عليّ للصوابِ


يقول بعدله: لولا عليّ
هلکتُ هلکتُ في درک الجوابِ[3] .



صفحه 56، 57.





  1. الحافظ أبوالمؤيّد وأبومحمّد موفّق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق ابن المؤيّد المکّي الحنفي، المعروف بأخطب خوارزم: کان فقيهاً غزير العلم، حافظاً، محدِّثاً کثير الطرق، خطيباً متمکّناً في العربيّةخبيراً في السيرة والتاريخ، أديباً شاعراً، له کتب کثيرة منها:

    1- ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام. 2- فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام المعروف ب «المناقب».

    3- مقتل الإمام السبط الشهيد. 4- قضايا أميرالمؤمنين عليه السلام. 5- الأربعين في مناقب النبيّ الأمين ووصيّه أميرالمؤمنين عليه السلام. 6- ديوان شعره، کما ذکره الچلبي في کشف الظنون.

    کان مولده سنة (484 ه) وتوفّي سنة (568 ه) (راجع الغدير: 398:4).

  2. الوِطاب: جمع وَطْب؛ وهو سقاء اللبن، وصَفِرت وِطابُه: أي فَرَغت وخَلَت (لسان العرب: 797:1).
  3. المناقب للخوارزمي: 399؛ الغدير: 397:4 نحوه.