ابن مكّي النيلي











ابن مکّي النيلي[1]



.

4044- من أعيان الاُدباء في القرن السادس، يقول:


ألم تعلموا أنّ النبيّ محمّداً
بحيدرةٍ أوصي ولم يسکن الرَّمسا؟!


وقال لهم والقوم في «خمِّ» حُضَّرٌ
ويتلو الذي فيه وقد همسوا همسا


عليّ کزرّي من قميصي وإنّه
نصيري ومنّي مثل هارون من موسي


ألم تبصروا الثعبان مستشفعاً به
إلي اللَّه والمعصوم يلحسه لحسا؟!


فعاد کطاووس يطير کأنّه
تغشرم في الأملاک فاستوجب الحبسا


أما ردّ کفّ العبد بعد انقطاعها؟!
أما ردّ عيناً بعد ما طمست طمساً؟![2] .

[صفحه 55]

4045- وله في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام:


فان يکن آدم من قبل الوري
نبيّ وفي جنّة عدن دارهُ


فإنّ مولاي عليّ ذوالعلي
من قبله ساطعة أنوارهُ


تاب علي آدم من ذنوبهِ
بخمسة وهو بهم أجارهُ


وإن يکن نوح بني سفينةً
تنجيه من سيل طمي تيارهُ


فإن مولاي عليٌّ ذوالعلي
سفينة ينجي بها أنصارهُ


وإن يکن ذوالنون ناجي حوتهُ
في اليمّ لمّا کضّه حضارهُ[3] .


ففي جلندي للأنام عبرة
يعرفها من دلّه اختيارهُ


ردّت له الشمس بأرض بابل
والليل قد تجلّلت أستارهُ


وإن يکن موسي رعي مجتهداً
عشراً إلي أن شفّه انتظارهُ


وسار بعد ضرّه بأهله
حتّي علت بالواديين نارهُ


فإنّ مولاي عليّ ذوالعلي
زوّجه واختار من يختارهُ


وإن يکن عيسي له فضيلة
تدهش من أدهشه انبهارهُ


من حملته امّه ما سجدت
للّات بل شغلها استغفارهُ[4] .



صفحه 55.





  1. سعيد بن أحمد بن مکّي النيلي المؤدّب: من أعلام الشيعة وشعرائها المتفانين في حبّ العترة الطاهرة وولائها، وقد عدّه ابن شهر آشوب في معالمه من المتّقين من شعراء أهل البيت عليهم السلام.

    قال الحموي: المؤدّب الشيعي کان نحويّاً فاضلاً عالماً بالأدب، مغالياً في التشيّع،له شعر جيّد أکثره في مديح أهل البيت، وله غزل رقيق. وفاته سنة (565 ه) وقد ناهز المائة (الغدير: 392:4).

  2. الغدير: 392:4، المناقب لابن شهر آشوب: 18:3 وفيه إلي «من موسي».
  3. في الغدير: «حصاره».
  4. المناقب لابن شهر آشوب: 265:3، الغدير: 394:4.