ابومحمّد العوني











ابومحمّد العوني[1]



.

4038- من أکابر الاُدباء في القرن الرابع، يقول:


إنّ رسول اللَّه مصباح الهدي
وحجّة اللَّه علي کلّ البشرْ


جاء بفرقان مبين ناطق
بالحقّ من عند مليک مقتدرْ

[صفحه 49]

فکان مَن أوّل مَن صدّقه
وصيّه وهو بسنّ ما ثغرْ


ولم يکن أشرک باللَّه ولا
دنّس يوماً بسجود لحجرْ


فذاکمُ أوّل من آمن بال
-لَّهِ ومن جاهد فيه ونصرْ


أوّل مَن صلّي من القوم ومَن
طاف ومن حجّ بنسک واعتمرْ


من شارک الطاهر في يوم العبا
في نفسه؟ من شکّ في ذاک کفرْ


من جاد بالنفس ومن ضنّ بها
في ليلة عند الفراش المشتهر؟


من صاحب الدار الذي انقضّ بها
نجم من الجوّ نهاراً فانکدرْ؟


من صاحب الراية لما ردّها
بالأمس بالذلّ قبيع وزفرْ


من خصّ بالتلبيغ في براءةٍ؟
فتلک للعاقل من إحدي العبرْ


من کان في المسجد طلقاً بابه
حلّاً وأبواب اُناس لم تذرْ؟


من حاز في «خمٍّ» بأمر اللَّه ذا
ک الفضل واستولي عليهم واقتدرْ؟


من فاز بالدعوة يوم الطائر ال
-مشويِّ؟ مَن خصّ بذاک المفتخر؟


من ذا الذي اُسري به حتّي رأي ال
-قدرة في حندس ليل معتکرْ؟


من خاصف النعلِ؟ ومن خبّرکم
عنه رسول اللَّه أنواع الخبرْ؟


سايل به يوم حنين عارفاً
من صدّق الحرب ومن ولّي الدبرْ؟


کليم شمس اللَّه والراجعها
من بعدما انجاب ضياها واستترْ


کليم أهل الکهف إذ کلّمهم
في ليلة المسح فسلْ عنها الخبرْ


وقصّة الثعبان إذ کلّمه
وهو علي المنبر والقوم زُمَرْ


والأسد العابس إذ کلّمهُ
معترفاً[2] بالفضل منه وأقرّ


بأنّه مستخلف اللَّه علي ال
اُمّة والرحمنُ ما شاء قدرْ

[صفحه 50]

عيبة[3] علم اللَّه والباب الذي
يؤتي رسول اللَّه منه المشتهِرْ[4] .



صفحه 49، 50.





  1. أبومحمّد طلحة بن عبيداللَّه بن أبي عون الغسّاني العوني. ولعلّ في شهرة العوني وشعره السائر وطُرَفه المدوّنة في الکتب غني عن تعريفه وذکر عبقريّته ونبوغه في نضد جواهر الکلام، فکان يتفنّن في الشعر ويأتي بأساليبه وفنونه.

    قال في العمدة: ومن الشعر نوع غريب يسمّونه القواديسي تشبيهاً بالقواديس السانية لارتفاع بعض قوافيه في جهة وانخفاضها في الجهة الاُخري فأوّل من رأيته جاء به طلحة بن عبيداللَّه العوني. وله في شعره معاني فخمة استحسنها معاصروه ومن بعده. والواقف علي شعره جدُّ عليمٌ بأنّه کان يمشي علي الوسط بين الإفراط والتفريط فلا يثبت لأهل البيت عليهم السلام إلّا ما حقّ لهم من المراتب والمناقب أو ما هو دون مقامهم. ولمّا وقعت الفتنة بين الشيعة والسنّة في بغداد سنة (443 ه) نبشت قبور جماعة من الشيعة وطرحت النيران في ترابهم ومنهم المترجم (راجع الغدير: 128:4).

  2. في الطبعة المعتمدة: «معرّفاً»، والتصحيح من طبعة مرکز الغدير.
  3. العَيْبة: وعاءٌ من أدَم. وعَيْبة الرجُل: موضع سرّه (لسان العرب: 634:1).
  4. الغدير: 125:4.