ابوفراس الحَمْداني











ابوفراس الحَمْداني[1]



.

4024- من جهابذة الاُدباء في القرن الرابع، يقول:

[صفحه 38]

تبّاً لقوم تابعوا أهواءهم
فيما يسوؤهمُ غداً عقباهُ


أتراهمُ لم يسمعوا ما خصّهُ
منه النبيّ من المقال أباهُ؟!


إذ قال يوم غدير خمٍّ معلناً
من کنت مولاه فذا مولاهُ


هذي[2] وصيّته إليه فافهموا
يا من يقول بأنّ ما أوصاهُ


أقروا من القرآن ما في فضلهِ
وتأمّلوه وافهموا فحواهُ


لو لم تنزّل فيه إلّا هل أتي
من دون کلّ منزّل لکفاهُ


مَن کان أوّل من حوي القرآن من
لفظ النبيّ ونطقه وتلاهُ؟


مَن کان صاحب فتح خيبَر؟ من رمي
بالکفّ منه بابَهُ ودَحاهُ؟


مَن عاضد المختار من دون الوري؟
مَن آزر المختار مَن آخاهُ؟


مَن بات فوق فراشه متنکّراً
لمّا أطلّ فراشه أعداهُ؟


مَن ذا أراد إلهنا بمقالهِ
ألصادقون القانتون سواهُ؟


مَن خصّه جبريل مِن ربّ العلي
بتحيّة من ربّه وحباهُ؟


أظننتمُ أن تقتلوا أولادهُ
ويُظلّکم يوم المعاد لواهُ؟


أو تشربوا من حوضه بيمينه
کأساً وقد شرب الحسينُ دماهُ؟![3] .


ومنها:


أنسيتمُ يوم الکساء وأنّهُ
ممّن حواه مع النبيّ کساهُ؟!


يا ربّ إنّي مهتدٍ بهداهم
لا أهتدي يوم الهدي بسواهُ

[صفحه 39]

أهوي الذي يهوي النبيّ وآلهُ
أبداً واشنأُ کلَّ من يشناهُ[4] .



صفحه 38، 39.





  1. أبوفراس الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني التغلبي: کان فرد دهره وشمس عصره أدباً وفضلاً وکرماً ونبلاً ومجداً وبلاغةً وفروسيّةً وشجاعة، وشعره مشهور، وکان الصاحب يقول: بدئ الشعر بملک وخُتم بملک، يعني امرأ القيس وأبافراس. کان يسکن منبج ويتنقّل في بلاد الشام في دولة ابن عمّه أبي الحسن سيف الدولة، واشتهر في عدّة معارک معه حارب بها الروم واُسر مرّتين. ولد سنة (320 ه) وقيل (321ه) وقتل سنة (357 ه) (راجع الغدير: 405:3).
  2. في الطبعة المعتمدة: «هذا»، والتصحيح من طبعة مرکز الغدير.
  3. الغدير: 404:3 وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 232:2.
  4. أعيان الشيعة: 344:4 وراجع الغدير: 405:3.