ابوالقاسم الزاهي











ابوالقاسم الزاهي[1]



.

4021- من عباقرة الادباء في القرن الرابع، يقول:


هذا الذي أردي الوليد وعتبة
والعامري وذا الخمار ومرحبا


هذا الذي هشمت يداه فوارسا
قسرا ولم يک خائفا مترقبا


في کل منبت شعرة من جسمه
أسد يمد إلي الفريسة مخلبا[2] .


4022- وله أيضا:


لا يهتدي إلي الرشاد من فحص
إلا إذا والي عليا وخلص


ولا يذوق شربة من حوضه
من غمس الولا عليه وغمص[3] .


ولا يشمّ الروح من جنانه
من قال فيه من عداه وانتقصْ


نفس النبيّ المصطفي والصنو وال
-خليفة الوارث للعلم بنصّ

[صفحه 36]

من قد أجاب سابقاً دعوتهُ
وهو غلام وإلي اللَّه شَخَصْ


ما عرف اللّات ولا العزّي ولا ان
-ثني إليهما ولا حبّ ونصّ


مَن ارتقي متن النبيّ صاعداً
وکسّر الأوثان في اُولي الفرصْ


وطهّر الکعبة من رجس بها
ثمّ هوي للأرض عنها وقمصْ[4] .

من قد فدي بنفسه محمّداً
ولم يکن بنفسه عنه حرصْ


وبات من فوق الفراش دونهُ
وجاد فيما قد غلا وما رخصْ


من کان في بدرٍ ويوم اُحدٍ
قطّ من الأعناق ما شاء وقصّ


فقال جبريل ونادي: لا فتي
إلّا عليٌّ عمَّ في القول وخصّ


من قدَّ عَمْرَو العامريَّ سيفُهُ
فخرّ کالفيل هوي وما فحصْ[5] .


ورآء ما صاح: ألا مبارزٌ
فالتَوَتِ الأعناق تشکو من وقصْ[6] .

من اُعطي الراية يوم خيبرٍ
من بعد ما بها أخو الدعوي نکصْ


وراح فيها مبصراً مستبصراً
وکان أرمداً بعينيه الرمصْ[7] .


فاقتلع الباب ونال فتحهُ
ودکّ طود مرحب لمّا قعصْ[8] .


إلي أن قال:


يابن أبي طالبَ يا مَن هو مِنْ
خاتم الانبياءِ في الحکمة فُصّ


فضلک لا يُنکر لکنّ الولا
قد ساغه بعض وبعض فيه غصّ


فذکره عند مواليک شفا
وذکره عند معاديک غُصَصْ

[صفحه 37]

کالطير بعض في رياضٍ أزهرتْ
وابتسم الورد وبعض في قَفَصْ[9] .



صفحه 36، 37.





  1. هو عليّ بن إسحاق بن خلف القطّان البغدادي، الشهير بالزاهي: شاعر عبقريّ، تحيّز في شعره إلي أهل بيت الوحي ودان بمذهبهم، وأکثر شعره فيهم بحيث عدّ في طبقة المجاهرين من شعرائهم، ولجزالة شعره وجودة تشبيهه وحسن تصويره لم يدع لأرباب المعاجم منتدحاً من إطرائه. ولد سنة (318 ه) وتوفّي ببغداد سنة 352 ه) وقيل: بعد سنة (360 ه) (راجع الغدير: 391:3).
  2. المناقب لابن شهر آشوب: 91:2، الغدير: 540:3.
  3. غَمَصه: حقّره واستصغره ولم يره شيئاًلسان العرب: 61:7).
  4. قمصتُ: أي وثبت ونفرت (النهاية: 108:4).
  5. في الطبعة المعتمدة: «قحص»، والتصحيح من طبعة مرکز الغدير.
  6. الوقص: کسر العنق (النهاية: 214:5).
  7. الرمص: وسخ يجتمع في موق العين (مجمع البحرين: 732:2).
  8. قعصته: إذا قتلته قتلاً سريعاً (النهاية: 88:4).
  9. الغدير: 388:3.