ابوالفتح محمود بن محمد كشاجم











ابوالفتح محمود بن محمد کشاجم[1]



.

4019- من نوابغ القرن الرابع، يقول:


ووالدهم سيد الأوصياء
ومعطي الفقير ومردي البطل


ومن علم السمر طعن الحلي
لدي الروع والبيض ضرب القلل[2] .

[صفحه 34]

ولو زالت الأرض يوم الهيا
ج من تحت أخمصه لم يزل


ومن صد عن وجه دنياهم
وقد لبست حليها والحلل


وکان إذا ما اضيفوا إليه
فأرفعهم رتبة في المثل


سماء اضيف إليها الحضيض
وبحر قرنت إليه الوشل[3] .


بجود تعلم منه السحاب
وحلم تولد منه الجبل


وکم شبهة بهداه جلا
وکم خطة بحجاه فصل


وکم أطفأ الله نار الضلال
به وهي ترمي الهدي بالشعل


ومن رد خالقنا شمسه
عليه وقد جنحت للطفل[4] .


ولو لم تعد کان في رأيه
وفي وجهه من سناها بدل


ومن ضرب الناس بالمرهفات[5] .
علي الدين ضرب عراب الإبل


وقد علموا أن يوم الغدير
بغدرهم جر يوم الجمل[6] .


4020- وله أيضا:


ولو سلموا لإمام الهدي
لقوبل معوجهم باستواء


هلال إلي الرشد عالي الضيا
وسيف علي الکفر ماضي المضاء


وبحر تدفق بالمعجزات
کما يتدفق ينبوع ماء


علوم سماوية لا تنال
ومن ذا ينال نجوم السماء؟


لعمري الاولي جحدوا حقه
وما کان أولاهم بالولاء

[صفحه 35]

وکم موقف کان شخص الحمام
من الخوف فيه قليل الخفاء


جلاه فإن أنکروا فضله
فقد عرفت ذاک شمس الضحاء


أراها العجاج قبيل الصباح
وردت عليه بعيد المساء


وإن وتر القوم في بدرهم
لقد نقض القوم في کربلاء[7] .



صفحه 34، 35.





  1. أبوالفتح محمود بن محمّد بن الحسين بن سندي بن شاهک الرملي، المعروف بکشاجم: هو نابغة من رجالات الاُمّة، وفذّ من أفذاذها، کان شاعراً کاتباً متکلّماً منجّماً منطقيّاً محدّثاً، وإنّما لقّب نفسه بکشاجم إشارة بکلّ حرف منها إلي علم. فبالکاف إلي أنّه کاتب، وبالشين إلي أنّه شاعر، وبالألف إلي أدبه أو إنشاده، وبالجيم إلي نبوغه في الجدل أو جوده، وبالميم إلي أنّه متکلّم منطقي أو منجِّم.

    کانت ولادته في أواسط القرن الثالث کما يلوح من شعره، وکان إماميّاً صادق التشيّع، موالياً لأهل بيت الوحي، متفانياً في ولائهم.

    وکان من مصاديق الآية الکريمة «يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ» (الأنعام: 95) فإنّ نصب جدّه السندي بن شاهک وعداءه لأهل البيت الطاهر، وضغطه واضطهاده الإمام موسي الکاظم عليه السلام في سجن هارون ممّا سار به الرکبان، إلّا أنّ حفيده کان من محبّيهم والمجاهرين بولائهم، ووقع الاختلاف في تاريخ وفاته فقيل: سنة (360 ه) وقيل: سنة (350 ه) وقيل: سنة (330 ه) (راجع الغدير: 4:4).

  2. جمع قُلّة؛ وهي من کلّ شي ء: رأسه وأعلاه (لسان العرب: 565:11).
  3. الوَشَل: الماء القليل (النهاية: 189:5).
  4. طَفَلَت الشمس: دنت للغروب (لسان العرب: 403:11).
  5. الرَّهْف: الرقّة واللطف، وأرهفت سيفي: أي رقّقته؛ فهو مرهف (لسان العرب: 128:9).
  6. الغدير: 3:4.
  7. الغدير: 16:4.