اشجع الناس قلباً
4753- اُسد الغابة عن سعد: لقد رأيته- يعني عليّاً- يخطِر[2] بالسيف هام المشرکين، يقول: سنحنح الليل کأنّي جنّي[3] [4] . 4754- الإمام عليّ عليه السلام: کأنّي بقائلکم يقول: إذا کان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران، ومنازلة الشجعان؛ ألا وإن الشجرة البرّيّة أصلب عوداً، والرواتع الخضرة أرقّ جلوداً، والنابِتاتِ العِذْيَةَ[5] أقوي وقوداً وأبطأ خموداً. وأنا من رسول اللَّه کالضوء من الضوء والذراع من العضد. واللَّه، لو تظاهرت العرب علي قتالي لما ولّيت عنها، ولو أمکنت الفرصُ من [صفحه 423] رقابها لسارعت إليها، وسأجهَد في أن اُطهّر الأرض من هذا الشخص المعکوس، والجسم المرکوس، حتي تخرج المَدَرَة[6] من بين حب الحصيد[7] . 4755- عنه عليه السلام: إنّي واللَّه لو لقيتهم واحداً وهم طِلاع[8] الأرض کلّها ما باليتُ، ولا استوحشت[9] . 4756- عنه عليه السلام- حين بلغه خبر الناکثين ببيعته-: من العجب بَعثُهم إليّ أن أبرزَ للطعان، وأن أصبرَ للجلاد! هبلتهم الهَبُول! لقد کنت وما اُهدَّد بالحرب، ولا اُرهَب بالضرب[10] . 4757- الإمام الصادق عليه السلام: حدّثتني امرأة منّا قالت: رأيت الأشعث بن قيس دخل علي عليّ عليه السلام، فأغلظ له عليّ، فعرض له الأشعث بأن يفتک به، فقال له عليّ عليه السلام: أبالموت تهدّدني!! فوَاللَّه ما اُبالي وقعت علي الموت أو وقع الموت عليَّ[11] . 4758- الإمام عليّ عليه السلام- في خطبته المسمّاة بالقاصعة-: أنا وضعتُ في الصِّغَر بکَلاکل[12] العرب، وکسرتُ نواجم قرون ربيعة ومضر[13] . [صفحه 424] 4759- التوحيد: قيل لأميرالمؤمنين عليه السلام لمّا أراد قتال الخوارج: لو احترزتَ يا أميرالمؤمنين. فقال عليه السلام: أيّ يوميَّ من الموت أفِرّ يوم ما قُدّر لا أخشَي الرَّدي 4760- الکافي عن سعيد بن قيس الهمداني: نظرت يوماً في الحرب إلي رجل عليه ثوبان، فحرّکت فرسي فإذا هو أميرالمؤمنين عليه السلام، فقلت: يا أميرالمؤمنين،في مثل هذا الموضع؟ فقال: نعم يا سعيد بن قيس، إنّه ليس من عبد إلّا وله من اللَّه حافظ وواقية؛ معه ملکان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر، فإذا نزل القضاء خلّيا بينه وبين کلّ شي ء[15] . 4761- الإرشاد- في الإمام عليّ عليه السلام-: ومن آيات اللَّه تعالي فيه أيضاً أنّه مع طول ملاقاته للحروب، وملابسته إيّاها، وکثرة من مُنيَ به فيها من شجعان الأعداء وصناديدهم، وتجمّعهم عليه، واحتيالهم في الفتک به وبذل الجهد في ذلک،ما ولّي قطّ عن أحد منهم ظهرَه، ولا انهزم عن أحد منهم، ولا تزحزح عن مکانه، ولا هابَ أحداً من أقرانه، ولم يلقَ أحد سواه خصماً في حرب إلّا وثبت له حيناً وانحرف عنه حيناً، وأقدم عليه وقتاً وأحجم عنه زماناً[16] . 4762- شرح نهج البلاغة: أمّا الشجاعة فإنّه أنسي الناس فيها ذکر من کان قبله، ومحا اسم من يأتي بعده. ومقاماته في الحرب مشهورة، يضرب بها الأمثال إلي [صفحه 425] يوم القيامة، وهو الشجاع الذي ما فرّ قطّ، ولا ارتاع من کتيبة، ولا بارز أحداً إلّا قتله، ولا ضرب ضربةً قطّ فاحتاجت الاُولي إلي ثانية. وفي الحديث: کانت ضرباته وتراً. ولمّا دعا معاويةَ إلي المبارزة- ليستريح الناس من الحرب بقتل أحدهما- قال له عمرو: لقد أنصفک. فقال معاوية: ما غششتني منذ نصحتني إلّا اليوم، أ تأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنّه الشجاع المطرق! أراک طمعت في إمارة الشام بعدي. وکانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته. فأمّا قتلاه فافتخار رهطهم بأنّه عليه السلام قتلهم أظهر وأکثر، قالت اُخت عمرو بن عبدودّ ترثيه: لو کان قاتلَ عمرٍو غير قاتلهِ 4763- الإمام عليّ عليه السلام- في الديوان المنسوب إليه-: أنَا الصقرُ الذي حدّثت عنهُ وقاسَيتُ الحروبَ أنا ابن سبعٍ وأيضاً عنه عليه السلام: صَيدُ المُلوک أرانبٌ وثعالبُ صَيدي الفوارس في اللقاء وإنّني راجع: القسم التاسع / الإمام عليّ عن لسان القرآن/المؤمن المجاهد، وخصم الکفّار، والذي يشري نفسه ابتغاء مرضات اللَّه. القسم السادس/وقعة صفّين/قتال الإمام بنفسه. [صفحه 426]
4752- رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: عليّ أشجع الناس قلباً[1] .
أيومَ لم يُقدر أم يومَ قُدِر
وإذا قُدّر لم يُغنِ الحَذَر[14] .
بکيتُه أبداً ما دمتُ في الأبدِ[17] .
عتاقُ الطيرِ تَنْجدلُ انجِدالا
فلمّا شئتُ أفنيتُ الرِّجالا
وإذا رَکبتُ فصَيدي الأبطالُ
عِندَ الوَغا لغَضنفرٌ قَتّالُ[18] .
صفحه 423، 424، 425، 426.