سدّت الأبواب غير باب عليّ











سدّت الأبواب غير باب عليّ



4690- سنن الترمذي عن ابن عبّاس: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أمر بسدّ الأبواب إلّا باب عليّ.[1] .

4691- مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: سدّوا أبواب المسجد غير باب عليّ. فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره.[2] .

[صفحه 399]

4692- مسند ابن حنبل عن عبداللَّه بن الرقيم الکناني: خرجنا إلي المدينة زمن الجمل، فلقينا سعد بن مالک بها، فقال: أمر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد، وترک باب عليّ رضي الله عنه.[3] .

4693- تاريخ بغداد عن جابر بن عبداللَّه: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: سدّوا الأبواب کلّها إلّا باب عليّ- وأومأ بيده إلي باب عليّ-.[4] .

4694- المعجم الأوسط عن العلاء بن عرار: سُئل ابن عمر عن عليّ وعثمان. فقال: أمّا عليّ فلا تسألوا عنه؛ انظروا إلي منزلته من رسول اللَّه، فإنّه سدّ أبوابنا في المسجد، وأقرّ بابه.[5] .

4695- مسند البزّار عن مصعب بن سعد عن أبيه: إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله قال: سدّوا عنّي کلّ خَوخَة[6] في المسجد إلّا خَوخَة عليّ.[7] .

4696- مسند ابن حنبل عن زيد بن أرقم: کان لنفر من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله

[صفحه 400]

أبواب شارعة في المسجد، قال: فقال يوماً: سدّوا هذه الأبواب إلّا باب عليّ.

قال: فتکلّم في ذلک الناس، قال: فقام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فحمد اللَّه تعالي وأثني عليه، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب إلّا باب عليّ، وقال فيه قائلکم، وإنّي واللَّه ما سددت شيئاً ولا فتحته! ولکنّي اُمرت بشي ء فاتّبعته.[8] .

4697- المعجم الکبير عن ابن عبّاس: لمّا اُخرج أهل المسجد وتُرک عليّ قال الناس في ذلک، فبلغ النبيّ صلي الله عليه و آله، فقال: ما أنا أخرجتکم من قبل نفسي، ولا أنا ترکته، ولکنّ اللَّه أخرجکم وترکه؛ إنّما أنا عبدمأمور، ما اُمرتُ به فعلتُ؛ «إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَي إِلَيَّ».[9] [10] .

4698- خصائص أميرالمؤمنين عن الحارث بن مالک: أتيت مکّة فلقيت سعد بن أبي وقّاص، فقلت له: هل سمعت لعليّ منقبة؟ قال: کنّا مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في المسجد فنودي فينا ليلاً: ليخرج من في المسجد إلّا آل رسول اللَّه وآل عليّ. قال: فخرجنا. فلمّا أصبح أتاه عمّه العبّاس فقال: يا رسول اللَّه، أخرجتَ أصحابک وأعمامک وأسکنت هذا الغلام؟! فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: ما أنا أمرت

[صفحه 401]

بإخراجکم، ولا بإسکان هذا الغلام، إنّ اللَّه هو أمر به.[11] .

4699- خصائص أميرالمؤمنين عن سعد: إنّ العبّاس أتي النبيّ صلي الله عليه و آله فقال: سددتَ أبوابنا إلّا باب عليّ؟! فقال: ما أنا فتحتُها، ولا أنا سددتُها.[12] .

4700- المستدرک علي الصحيحين عن سعد بن مالک: أخرج رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عمّه العبّاس وغيره من المسجد، فقال له العبّاس: تُخرجنا ونحن عصبتک وعمومتک، وتسکن عليّاً؟! فقال: ما أنا أخرجتکم وأسکنته، ولکنّ اللَّه أخرجکم وأسکنه.[13] .

4701- المعجم الکبير عن جابر بن سمرة: أمر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بسدّ أبواب المسجد کلّها غير باب عليّ عليه السلام. فقال العبّاس: يا رسول اللَّه، قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج؟ قال: ما اُمرت بشي ء من ذلک. فسدّها کلّها غير باب عليّ، وربّما مرّ وهو جنب.[14] .

4702- الإمام عليّ عليه السلام: أخذ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بيدي فقال: إنّ موسي سأل ربّه أن يطهّر مسجده بهارون، وإنّي سألت ربّي أن يطهّر مسجدي بک وبذرّيّتک.

ثمّ أرسل إلي أبي بکر أن سُدّ بابک، فاسترجع، ثمّ قال: سمعٌ وطاعةٌ، فسدّ بابه. ثمّ أرسل إلي عمر، ثمّ أرسل إلي العبّاس بمثل ذلک، ثمّ قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله:

[صفحه 402]

ما أنا سددت أبوابکم وفتحت باب عليّ، ولکنّ اللَّه فتح باب عليّ وسدّ أبوابکم![15] .

4703- الإمام الحسن عليه السلام: أمر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بسدّ الأبواب الشارعة في مسجده غير بابنا، فکلّموه في ذلک، فقال صلي الله عليه و آله: إنّي لم أسدّ أبوابکم وأفتح باب عليّ من تلقاء نفسي، ولکنّي أتّبع ما يوحي إليّ، وإنّ اللَّه أمر بسدّها وفتح بابه.

فلم يکن من بعد[16] ذلک أحد تصيبه جنابة في مسجد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ويولّد فيه الأولاد غير رسول اللَّه وأبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام؛ تکرمةً من اللَّه تعالي لنا، وفضلاً اختصّنا به علي جميع الناس.[17] .

4704- الإمام الباقر عليه السلام: کثر الغرباء ممّن يدخل في الإسلام من أهل الحاجة بالمدينة، وضاق بهم المسجد، فأوحي اللَّه عزّ وجلّ إلي نبيّه صلي الله عليه و آله أن طهّر مسجدک، وأخرج من المسجد من يرقد فيه بالليل، ومُر بسدّ أبواب من کان له في مسجدک باب إلّا باب عليّ عليه السلام ومسکن فاطمة عليهاالسلام، ولا يمرّنّ فيه جنب ولا يرقد فيه غريب.

قال: فأمر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بسدّ أبوابهم إلّا باب عليّ عليه السلام، وأقرّ مسکن فاطمة عليهاالسلام علي حاله.

[صفحه 403]

قال: ثمّ إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أمر أن يتّخذ للمسلمين سقيفة، فعُملت لهم وهي الصُّفّة، ثمّ أمر الغرباء والمساکين أن يظلّوا فيها نهارهم وليلهم، فنزلوها واجتمعوا فيها.[18] .

4705- المناقب لابن المغازلي عن حذيفة بن أسيد الغفاري: لمّا قدم أصحاب النبيّ صلي الله عليه و آله المدينة لم يکن لهم بيوت يبيتون فيها، فکانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبيّ صلي الله عليه و آله: لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا.

ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتاً حول المسجد، وجعلوا أبوابها إلي المسجد. وإنّ النبيّ صلي الله عليه و آله بعث إليهم معاذ بن جبل، فنادي أبابکر فقال: إنّ رسول اللَّه يأمرک أن تخرج من المسجد. فقال: سمعاً وطاعة. فسدّ بابه، وخرج من المسجد.

ثمّ أرسل إلي عمر فقال: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يأمرک أن تسدّ بابک الذي في المسجد، وتخرج منه. فقال: سمعاً وطاعةً للَّه ولرسوله، غير أنّي أرغب إلي اللَّه في خوخة في المسجد. فأبلغه معاذ ما قال عمر.

ثمّ أرسل إلي عثمان- وعنده رقيّة- فقال: سمعاً وطاعةً. فسدّ بابه، وخرج من المسجد.

ثمّ أرسل إلي حمزة فسدّ بابه وقال: سمعاً وطاعة للَّه ولرسوله.

وعليّ علي ذلک يتردّد؛ لا يدري أهو فيمن يُقيم، أو فيمن يخرج. وکان النبيّ صلي الله عليه و آله قد بني له بيتاً في المسجد بين أبياته، فقال له النبيّ صلي الله عليه و آله: اسکن طاهراً مطهّراً! فبلغ حمزةَ قولُ النبيّ صلي الله عليه و آله لعليّ، فقال: يا محمّد، تُخرجنا وتُمسک غلمان بني عبدالمطّلب؟! فقال له نبيّ اللَّه: لا، لو کان الأمر لي ما جعلت من دونکم من

[صفحه 404]

أحد، واللَّه ما أعطاه إيّاه إلّا اللَّه، وإنّک لعلي خير من اللَّه ورسوله، أبشر. فبشّره النبيّ صلي الله عليه و آله، فقتل يوم اُحد شهيداً.

ونَفَسَ[19] ذلک رجال علي عليّ، فوجدوا في أنفسهم، وتبيّن فضله عليهم وعلي غيرهم من أصحاب النبيّ صلي الله عليه و آله، فبلغ ذلک النبيّ صلي الله عليه و آله، فقام خطيباً فقال: إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم في أنّي أسکنت عليّاً في المسجد! واللَّه ما أخرجتهم،ولا أسکنته، إنّ اللَّه عزّ وجلّ أوحي إلي موسي وأخيه: «أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِکُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَ اجْعَلُواْ بُيُوتَکُمْ قِبْلَةً وَ أَقِيمُواْ الصَّلَوةَ»،[20] وأمر موسي أن لا يُسکن مسجده، ولا يُنکح فيه، ولا يُدخله إلّا هارون وذرّيّته، وإنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسي، وهو أخي دون أهلي، ولا يحلّ مسجدي لأحد ينکح فيه النساء إلّا عليّ وذرّيّته، فمن ساءه فهاهنا- وأومأ بيده نحو الشام-.[21] .

أقول: قال السيوطي في کتاب شدّ الأثواب في سدّ الأبواب: قد ثبت بهذه الأحاديث الصحيحة بل المتواترة أنّه صلي الله عليه و آله منع من فتح بابٍ شارعٍ إلي [ ال ]-مسجد، ولم يأذن في ذلک لأحدٍ... إلّا لعليّ.[22] .

[صفحه 405]

إشارة

ورد في بعض روايات سدّ الأبواب اسم «العبّاس»[23] وفي بعضها «حمزة»[24] وفي بعضها اُطلق لفظ «عمّه».[25] .

ومن الجدير بالذکر هو أنّ العبّاس وحمزة لم يعيشا في المدينة في زمان واحد؛ إذ استُشهد حمزة في السنة الثالثة للهجرة في معرکة اُحد، ولم يأتِ العبّاس إلي المدينة بعدُ، بل أتاها في السنين الأخيرة من عمر النبيّ صلي الله عليه و آله.

ولعلّ منشأ ذلک هو اشتباه أحدهما بالآخر؛ فکلاهما عمّ النبيّ صلي الله عليه و آله. ولکن أيّهما الصحيح؟

الراجح في نظرنا هو «حمزة»، ويؤيّد ذلک اُمور، منها: الحديث السابق الذي ذکرت فيه حادثة سدّ الأبواب في زمان السيّدة رقيّة ابنة النبيّ صلي الله عليه و آله، والتي توفّيت في السنة الثانية للهجرة، مقارناً لمعرکة بدر.

والقرينة الثانية: هي أنّ العبّاس ذو عهد قريب بالإسلام، ولم يکن اتّخذ المدينة مسکناً إلّا حديثاً، فمن البعيد حصوله علي محلّ ملاصق لمسجد النبيّ صلي الله عليه و آله ثمّ يأمل مساواته بأمير المؤمنين عليّ عليه السلام.

[صفحه 406]



صفحه 399، 400، 401، 402، 403، 404، 405، 406.





  1. سنن الترمذي: 3732:641:5، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 43:105، حلية الأولياء: 153:4، تاريخ دمشق: 138:42، المناقب لابن المغازلي: 308:260؛ الأمالي للصدوق: 540:414، المناقب للکوفي: 959:464:2 وزاد فيها «فسدّت» قبل «إلّا».
  2. مسند ابن حنبل: 3062:709:1، فضائل الصحابة لابن حنبل: 1168:684:2، المستدرک علي الصحيحين: 4652:144:3، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 23:73 و ص 44:105، الإصابة: 5704:467:4، البداية والنهاية: 339:7، المناقب للخوارزمي: 140:127؛ شرح الأخبار: 541:210:2 عن عمرو بن ميمون وفيها «سدّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله» بدل «قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: سدّوا».
  3. مسند ابن حنبل: 1511:371:1.
  4. تاريخ بغداد: 3669:205:7، حلية الأولياء: 153:4 عن ابن عبّاس؛ عيون أخبار الرضا: 302:67:2 عن عبد اللَّه التميمي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام وزاد فيه «الشارعة في المسجد» قبل «إلّا» وليس فيهما ذيله، الأمالي للصدوق: 541:414 عن ابن عمرو.
  5. المعجم الأوسط: 1166:38:2.
  6. الخَوخَةُ: بابٌ صغِيرٌ کالنّافِذَة الکَبِيرَة، وتکُون بَين بَيتَين يُنصَبُ عليها بابٌ (النهاية: 86:2).
  7. مسند البزّار: 1169:368:3.
  8. مسند ابن حنبل: 19307:79:7، فضائل الصحابة لابن حنبل: 985:581:2، المستدرک علي الصحيحين: 4631:135:3، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 38:98، تاريخ دمشق: 8522:138:42 و 8523، المناقب لابن المغازلي: 305:257 کلاهما عن البراء بن عازب، الصواعق المحرقة: 24:124 وفيه من «إنّي أمرت»، المناقب للخوارزمي: 338:327؛ الأمالي للصدوق: 537:413، روضة الواعظين: 132 وراجع المعجم الأوسط: 3930:186:4 ومسند أبي يعلي: 699:335:1 وفرائد السمطين: 160:205:1 وتهذيب الأحکام: 34:15:6 والخصال: 87:311 وعلل الشرائع: 1:201.
  9. الأنعام: 50.
  10. المعجم الکبير: 12722:114:12.
  11. خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 40:101، تاريخ دمشق: 8483:116:42.
  12. خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 41:103، المناقب لابن المغازلي: 306:258.
  13. المستدرک علي الصحيحين: 4601:126:3 وراجع المناقب للکوفي: 954:459:2 و ص 958:463.
  14. المعجم الکبير: 2031:246:2؛ المناقب للکوفي: 955:459:2 وفيه «دع لي ما اُخرج نفسي» بدل «يا رسول اللَّه، قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج».
  15. مسند البزّار: 506:144:2 عن عيسي المدني عن الإمام زين العابدين عن أبيه عليهماالسلام، مجمع الزوائد: 14673:149:9 وفيه «يظهر» بدل «يطهّر» في کلا الموضعين وراجع المناقب للکوفي: 956:460:2.
  16. في المصدر: «بعده»، والصحيح ما أثبتناه کما في بحارالأنوار نقلاً عن المصدر.
  17. الأمالي للطوسي: 1174:565 عن عبد الرحمن بن کثير عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام، بحارالأنوار: 5:142:10.
  18. الکافي: 1:340:5 عن أبي حمزة الثمالي.
  19. النّفْس: العَين، يقال: نَفَسْتُک بنَفْس؛ إذا أصَبتَه بعين (لسان العرب: 236:6).
  20. يونس: 87.
  21. المناقب لابن المغازلي: 303:254 وراجع علل الشرائع: 3:202 وشرح الأخبار: 533:203:2 ودعائم الإسلام: 17:1 والطرائف: 60:61.
  22. الحاوي للفتاوي: 158:2.
  23. تقدّم بعضٌ منها.
  24. الإصابة: 1951:141:2، مسند البزّار: 750:319:2، المناقب لابن المغازلي: 303:254، فرائد السمطين: 161:206:1؛ کشف اليقين: 279:251، الطرائف: 61:62، إعلام الوري: 160:1، شرح الأخبار: 530:196:2.
  25. السنن الکبري للنسائي: 8425:118:5.