مواخاة النبيّ بين أصحابه قبل الهجرة











مواخاة النبيّ بين أصحابه قبل الهجرة



4661- المحبّر- في ذکر مؤاخاة النبيّ صلي الله عليه و آله بين أصحابه المهاجرين قبل الهجرة-: وکان آخي بينهم علي الحقّ والمواساة، وذلک بمکّة؛ فآخي صلي الله عليه و آله بين نفسه وبين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه[1] .

4662- السيرة الحلبيّة: وقبل الهجرة آخي صلي الله عليه و آله بين المسلمين؛ أي المهاجرين، علي الحقّ والمواساة، فآخي بين أبي بکر وعمر، وآخي بين حمزة وزيد بن

[صفحه 388]

حارثة، وبين عثمان وعبدالرحمن بن عوف، وبين الزبير وابن مسعود، وبين عبادة بن الحارثة وبلال، وبين مصعب بن عمير وسعد بن أبي وقّاص، وبين أبي عبيدة بن الجرّاح وسالم مولي أبي حذيفة، وبين سعيد بن زيد وطلحة بن عبيداللَّه، وبين عليّ ونفسه صلي الله عليه و آله وقال: أ ما ترضي أن أکون أخاک؟ قال: بلي يا رسول اللَّه رضيت. قال: فأنت أخي في الدنيا والآخرة[2] [3] .

4663- المعيار والموازنة: ثمّ فکّروا في حديث المؤاخاة وما فيه من الدلالة الواضحة؛ إذ ميّزهم علي قدر منازلهم، ثمّ آخي بينهم علي حسب مفاضلتهم؛ فلم يکُن أحد أقرب من فضل أبي بکر من عمر، فلذلک آخي بينهما، وأشبه طلحةُ الزبيرَ وقربت منازلهما لذلک فآخي بينهما، وکذلک فعل بعبد الرحمن بن عوف آخي بينه وبين عثمان.

ثمّ قال لعليّ: إنّما أخّرتک لنفسي، أنت أخي وصاحبي، فلم يکن فيهم أحد أشبه بالنبيّ صلي الله عليه و آله من عليّ، ولا أولي بمؤاخاة النبيّ منه، فاستحقّ بمؤاخاة النبيّ صلي الله عليه و آله؛ لتقدّمه علي القوم. وکانت مؤاخاة عليّ أفضل من مؤاخاة غيره؛ لفضله علي غيره[4] .

[صفحه 389]

4664- الاستيعاب: آخي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين المهاجرين بمکّة، ثمّ آخي بين المهاجرين والأنصار بالمدينة، وقال في کلّ واحدة منهما لعليّ: أنت أخي في الدنيا والآخرة، وآخي بينه وبين نفسه[5] .



صفحه 388، 389.





  1. المحبّر: 70.
  2. قال الحلبي مضيفاً: وأنکر العبّاس بن تيميّة المؤاخاة بين المهاجرين، سيّما مؤاخاة النبيّ صلي الله عليه و آله لعليّ رضي الله عنه، قال: لأنّ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار إنّما جعلت لإرفاق بعضهم ببعض، ولتألّف قلوب بعضهم ببعض، فلا معني لمؤاخاة مهاجري لمهاجري.

    قال الحافظ ابن حجر: وهذا ردّ للنصّ بالقياس، وبعض المهاجرين کان أقوي من بعض بالمال والعشيرة، فآخي بين الأعلي والأدني ليرتفق الأدني بالأعلي، وليستعين الأعلي بالأدني، ولهذا تظهر مؤاخاته صلي الله عليه و آله لعليّ رضي الله عنه کان هو الذي يقوم بأمره قبل البعثة (المصدر).

  3. السيرة الحلبيّة: 20:2، عيون الأثر: 264:1.
  4. المعيار والموازنة: 208.
  5. الاستيعاب: 1875:202:3.